الغرفة رقم 9
الغرفة رقم 9
قد ترى قاطني هذه الغرفة بالغي الجمال، ولكن هل هم راضون عن هذا القدر من الجمال، لا.. فهم عاشقون للجاذبية، ومهووسون بزيادة نسب الجمال إلى حد الإدمان، لا يتقبلون دائمًا بعض المناطق في أجسامهم ويظنون أنها لافتة وقد تُعرضهم للسخرية والتنمر، لذا يلجؤون إلى عمليات التجميل، وهذه الظاهرة وصفها النفسيون بأنها اضطراب سلوكي للبحث عن سعادة مفقودة، يستنزف هذا الاضطراب أموالًا طائلة دون جدوى، وفي النهاية يُصبح المُصاب به عُرضة للاكتئاب والانتحار، ومن الأسباب التي تدفع إلى الهوس بعمليات التجميل حب التقليد، أو عدم الثقة بالنفس، أو الشعور بالاكتئاب، أو الرغبة في الهروب من التنمر المُجتمعي والمقارنات التي تلاحق الشخص، أو الخجل من بعض الأماكن في الجسم.
ولأن مدى تقبل الشخص لجسمه يختلف من شخص لآخر، ينبغي اللجوء إلى متخصص أجمع الكثير على كفاءته لتحديد مدى التأثر النفسي بالتشوه الجسدي، وذلك ليُقرر العلاج المناسب كيلا يتطور الأمر ويصبح لدى المصاب بهذا الإدمان ميول انتحاريَّة، فبعض الحالات تحتاج فقط إلى جلسات كلاميَّة مع الطبيب، أما الحالات الأكثر حدةً فتحتاج إلى تأهيل سلوكي، وهي عبارة عن جلسات مُكثفة لتحديد الأسباب التي أدت إلى تلك الأعراض، ومواجهة الحالة بالمواقف التي تُثير غضبها وقلقها ومساعدتها في التغلب عليها، وإذا اكتُشِفَ أي اضطراب نفسي حاد، يُلجأ إلى العقاقير لفترة محدودة.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.