العِلم والعودة إلى المقدَّس
العِلم والعودة إلى المقدَّس
يرى أنتوني أنه لا بد أن يكون هذا الكون قد جاء بواسطة ذكاء لا محدود، لأن قوانين الكون المعقدة تبيِّن بما لا يدع مجالًا للشك أن وراءها ما يسميه العلماء “عقل الإله”، فالحياة وإعادة الخلق أساسها مصدر إلهي، هذا ما يعكسه العلم الحديث لنا، حيث إن هناك ثلاثة أبعاد للطبيعة كلها تشير إلى الإله، البعد الأول: أن الطبيعة تخضع لقوانين، البعد الثاني: هو بعد الحياة في الكائنات الذكية المنظمة التي نتجت عن المادة، البعد الثالث: الوجود الحقيقي للطبيعة.
ويبيِّن أنتنوني أن أفضل جواب على من يتساءل كيف تتحدث في مواضيع عالجها العلم وأنت فيلسوف؟ هو أن نسأل السؤال التالي: هل نحن بصدد العِلم أم الفلسفة؟ إن العلم يدرس التفاعل المتبادل بين جسمين ماديين، لكنه لا يجيب عن سؤال (كيف ولماذا توجد هذه الجسيمات أو أي جسم مادي آخر؟)، لأن كيف ولماذا، يتم الإجابة عليهما عندما نستنتج نتيجة فلسفية من معلومات علمية، وبالتالي فأنت عندما تجيب عن (كيف ولماذا) فأنت تفكر كفيلسوف وليس كعالم متخصص في العلوم الطبيعية، فإجابتنا عن أسئلة من قبيل (كيف جاء الكون إلى الوجود؟)، (كيف جاءت الحياة؟)، (لماذا تلك الحزمة من القوانين الطبيعية هي التي تحكم عالمنا وليست حزمة غيرها؟)، تلك الأسئلة وغيرها يجيب عنها الفلاسفة، فكما قال أينشتاين: “رجل العِلم هو فيلسوف ضعيف”.
الفكرة من كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
ظل “أنتوني فلو” لمدة نصف قرن يدافع عن الإلحاد في كل مكان وفي كل مناسبة، مصرحًا بأنه لا يوجد إله لهذا الكون، حتى أنه كان يُعد من أشرس الملاحدة في القرن العشرين، وفي عام 2004 أعلن -فلو- لأول مرَّة أنه يؤمن بوجود إله لهذا الكون، إلا أن الملاحدة أمثال “ريتشارد دوكينز” قاموا باتهام “فلو” بأنه قد أصابه الخَرَف بسبب كبره في السن، وخوفه مما سيؤول إليه بعد الموت، إلا أن “فلو”، وردًّا عليهم كتب هذا الكتاب ليبيِّن لهم وللجميع أنه ألحد عندما كان الدليل الذي بين يديه يشير إلى عدم وجود إله، وأنه الآن قد توافرت العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود الإله، وأنه يتبع الدليل حيثما يقوده، حيث يجب على الفيلسوف أن يتبع الدليل أينما يقوده، وهذا ما طبَّقه أنتوني فلو.
مؤلف كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
أنتوني فلو ، هو فيلسوف بريطاني، عمل مدرسًا للفلسفة في جامعة أكسفورد، عاش أغلب حياته ملحدًا، إلا أنه في عام 2004 أعلن أنه أصبح مؤمنًا بوجود إله، تُوفِّي عام 2010، ومن أهم كتبه وأشهرها: “هناك إله”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور صلاح الفضلي، حاصل على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، إلى جانب أنه حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة.