العدوانية
العدوانية
يولد الطفل وهو ناقص الإنسانية، فلا يملك لغة ولا مشاعر ولا معايير، ويتعلَّم كل ذلك من المجتمع الذي يعيش فيه، ومن الطبيعي إذا تشبَّعت احتياجات الطفل، وعاش في بيئة صحية مناسبة، يصبح أكثر احترامًا لمشاعر الآخرين وحقوقهم، ولكن على الرغم من ذلك، يمكن للطفل أن يتشرَّب بعض السلوكيات السيئة من المدرسة والجيران مثل السلوك العدواني، الذي قد يكون وراثيًّا أو بسبب خلل عصبي.
ومن مظاهر السلوك العدواني: العدوان الجسدي الذي يتمثَّل في إيذاء جسد شخص آخر بالضرب أو العض، وقد يتجاوز الحد إلى استخدام الأدوات الحادة أو السلاح، والعدوان الكلامي الذي يقتصر على استخدام اللسان للشتم والقذف، وهذا اللون من العدوان منتشر جدًّا في البيئات الفقيرة والجاهلة والفوضوية، والعدوان الرمزي الذي لا يستخدم فيه اللسان ولا اليد، لكن يستخدم فيه النظر، وذلك حين يرفض الطفل السلام على طفل آخر، أو التحدُّث أو الجلوس معه، وقد ينظر إليه نظرة احتقار، وهذا اللون من العدوان مؤذٍ جدًّا لأنه يعبِّر عن شعور العنصرية أو جنون العظمة، والمظهر الأخير هو تخريب الطفل للأشياء، وقد يصل به إلى إيذاء نفسه والآخرين أو إيذاء الحيوانات الأليفة.
وقد يصبح الطفل عدوانيًّا نتيجة بعض العوامل، ومنها: معاملة الطفل بقسوة، وتقليل مساحة حريته وحرمانه من أشياء مهمة بالنسبة إليه، فكل ذلك يولِّد شعور الانتقام لديه، وشعور الطفل بالنقص، ويحاول تعويضه من خلال إثبات وجوده ولفت انتباه الآخرين إليه، ومنها عدم تشبُّع احتياج الطفل الفطري للتعبير عن مشاعره بحرية وسلاسة، فيلجأ إلى التعبير عن ذاته بالإيذاء والتخريب، وكذلك إهمال الأهل لمواقف الطفل المتعددة التي يظهر فيها عدوانيته، بل إن بعض الأهل يشجِّعون الطفل على ذلك بسبب فهمهم الخاطئ لمعنى القوة، ومنها وجود الطفل في بيئة غير صحية، يعتدي فيها الأب على الأم، أو الأخ على الأخت بأيٍّ من أشكال العدوانية، فيعتاد الطفل ذلك السلوك ويتشرَّبه.
ويمكن معالجة هذا السلوك من خلال توفير الأهل بيئة صحية وآمنة، وتجاهل بعض التصرفات العدوانية، وتشجيع الطفل على ممارسة السلوك السلمي، وتدريب الطفل على التعبير عن مشاعره واحتياجاته، وتنمية مبدأ التسامح بين أفراد الأسرة.
الفكرة من كتاب مشكلات الأطفال
انطلاقًا من محاولة تصنيف المشكلات التي يعانيها الأطفال وامتداد أثرها في الكبر، على عكس النظرة السائدة في بعض الموروث الشعبي من أن مثل تلك المشكلات لا تحتاج إلى علاج، وأنها ستزول من تلقاء نفسها، يحاول الدكتور عبد الكريم بكار في هذا الكتاب طرح عدد من هذه المشكلات ومظاهرها وأسبابها وكيفية حلِّها حتى لا تتفاقم لدى الأطفال وتترك ندوبًا لا تُشفى.
مؤلف كتاب مشكلات الأطفال
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه كذلك من الكلية نفسها، وهو عضو في المجلس التأسيسي للهيئة العالمية للإعلام الإسلامي في الرياض.
له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
هي هكذا.
تكوين المفكر.
القواعد العشر.
القراءة المثمرة.
التواصل الأسري.