الظهور في وسائل الإعلام المختلفة
الظهور في وسائل الإعلام المختلفة
إن أغلب أصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة يهمِلون دور المبادرة الشخصية في الوصول إلى “الصحافة”، وبالتالي يضيِّعون على أنفسهم فرصة ثمينة للغاية لبناء الشهرة، إذ يجهل الكثيرين أن المقابلات الصحفية والمقالات الاختصاصية والظهور في الأوساط الإعلامية تلعب دورًا مهمًّا في بناء الشهرة وتحقيق الانتشار، فإن هذه المساهمة الإعلامية لتحقيق الشهرة هي شكل من أشكال التسويق الإيجابي، إذ إن الجمهور لن يراك متطفِّلًا أو مقتحمًا في شؤونه وذوقه، لأنك لا تعمل على الترويج لخدماتك ومنتجاتك بشكل مباشر، فأنت تعمل من خلال وسائل الإعلام على توسيع شهرتك بين أهل الاختصاص، وكلما ازدات مقالاتك الاختصاصية انتشارًا في الأوساط الإعلامية، زادات معها شهرتك، إذ إن تلك الوسيلة التسويقية غير المباشرة كأنها وُجِدت خصيصًا للمكاتب الاستشارية والفنية والعلمية والهندسية والعلاج الطبيعي والنفسي، وغيرهم للتسويق لأنفسهم واجتذاب العملاء.
إن هذا الظهور الإعلامي الرامي إلى تسويق الشهرة لا يُظهرك بمظهر البائع، بل يظهرك بمظهر الخبير المتخصِّص، فالمقالات الاختصاصية، على سبيل المثال، لكي تحقق لك اسمًا لامعًا في السوق وبلوغ مكانة مرموقة بين الخبراء الاختصاصيين في مجال عملك، لا بد أن تحتوي على حل عملي لمشكلة ما تواجه العميل الذي تستهدفه، وأن تحتوي نصائح مفيدة للممارسة العملية، وأن تطعِّمها بعرض رأيك الشخصي بكل ثقة، فمقالاتك تعدُّ نافذة يُطل منها العميل على عملك، فتعطيه دليلًا قويًّا على خبرتك وكفاءتك.
وبناءً على ذلك فإن ظهورك أقرب إلى العمل الاستشاري من العمل التسويقي لأنك تقدم من خلال المقالات والتقارير المختصة ووسائل الإعلام المختلفة النصائح والمعلومات المفيدة المتعلقة بخدماتك ومنتجاتك بشكل غير مباشر، وهذا الأسلوب التسويقي في مظهر الخبير الاستشاري يتبعه إقبال عدد كبير من العملاء الجدد بإرادتهم للاتصال بشركتك أو مكتبك للتعرُّف على الخدمات التي تقدمها بشكل مباشر، وهذه الطريقة تتجاوز طرق البيع التقليدية، إذ إن هذا الاحتكاك المباشر من العملاء بشركتك يؤدي في الغالب إلى الحصول على خدماتك وشراء منتجاتك، لأن حضورك الدائم في وسائل الإعلام يعد بالنسبة للعملاء سببًا مقنعًا لاختيارك دون سواك من بين أصحاب الأعمال الحرة، إذ يتصور العميل أنك شخص مهم وله باع في المجال الذي تتكلم فيه، وإلا لما ذهبت الصحيفة أو التليفزيون للحديث معك، إذ إن تسويق الشهرة لا يتطلَّب من أصحاب الشركات الناشئة الكثير من المال، بل يتطلَّب منهم بعض الوقت، وبالتالي تعد الشهرة أحد أهم أسلحة التسويق المثالية للشركات الفتية.
الفكرة من كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
يوضِّح الكاتب أن كثيرًا من الشركات الفتيَّة والصغيرة وأصحاب الأعمال الحرَّة يتجاهلون أهمية ودور التسويق كوسيلة لنجاحهم في السوق وإيجاد موطئ قدم لهم، لأنهم يعتقدون أن التسويق يحتاج إلى أموال كثيرة، وبالتالي يبيِّن المؤلف أن هذا اعتقاد خاطئ لأن التسويق أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من أعمال الشركات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأن هذه الشركات الناشئة تستطيع أن تقوم بعملية تسويقية لا تحتاج إلى الأموال وحسب، بل تحتاج إلى الأفكارالخلَّاقة والجرأة والتصميم، وتحقيق الشهرة والتميُّز في المقام الأوَّل، وبناء جسور من الثقة بين الشركة والعميل، عن طريق عملية تسويقية منهجية شاملة ومستمرة.
مؤلف كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
توماس غريبر: درس علم الاقتصاد وإدارة الشركات الصغيرة في جامعة نيويورك، وهو خبير استشاري لشؤون الشركات في زيوريخ، كما عمل لمدة ثماني سنوات مديرًا وخبيرًا في مجال الإدارة في نيويورك، وأسهم خلالها في مساعدة العديد من الشركات على الخروج من أزماتها الحادة والنهوض من جديد.
معلومات عن المترجمين:
الدكتور هاني صالح، والدكتور عمار قسيس.