الصين وإنتاج الطاقة
الصين وإنتاج الطاقة
حتّى عام 1979 كانت 40% من الأسر الصينية تفتقر إلى الكهرباء، لكن بحلول عام 2005 أشارت الإحصائيات أن 98% من الشعب الصيني ينعم بالكهرباء، وهي ذاتها نفس السنة التي أصبحت فيها الصين أكبر مستهلك للكهرباء في العالم، والسبب في ذلك أن الحكومة الصينية بحلول عام 2002 فككت شركة الكهرباء الحكومية إلى خمس شركات إقليمية أصبحت تُعرف باسم الخمسة الكبار، فخلقت بذلك كيانات تنافسية ساعدت على توفير الكهرباء، كما أن عدم امتلاك الصين للنفط أو الغاز الطبيعي في باطن أرضها، في مقابل امتلاكها احتياطيات كافية من الفحم الحجري يضمن لها الاستمرار في النمو مقارنة بالدول الغربية، التي ستواجه مشكلة في النمو عندما يعاني العالم من نقص الطاقة، فالصين حتى وقت قريب كانت تعتمد على الفحم الحجري لتوفير 70% من احتياجاتها من توليد الكهرباء، وتحاول الصين تدريجيًّا بسبب مشكلة الاحتباس الحراري أن تستبدل بالفحم الحجري مصادر الطاقة النظيفة كالطاقة الكهرومائية والطاقة النووية وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية.
فالصين التي كانت تمتلك قرابة 10 مفاعلات نووية لتوليد الطاقة، بداية القرن الحالي، أصبح لديها الآن قرابة 50 مفاعلًا نوويًّا، وتخطط للمزيد، لتتسيد الصين العالم في إنتاج الطاقة النووية، كما تمثل الطاقة الكهرومائية جزءًا كبيرًا من خطة الصين لتقليل الاعتماد على الفحم الحجري والنفط المستورد، إذ أنشأت عددًا من السدود على نهر يانكتز، والنهر الأصفر، إضافة إلى ذلك، فإن ثلثي الأراضي الصينية تستقبل أكثر من 2000 ساعة من أشعة الشمس سنويًّا، ومن ثمَّ فإن معدات الطاقة الشمسية أصبحت شائعة في الصين، فالبيوت في العاصمة تستخدم صفائح الطاقة الشمسية أكثر من أي بلد في العالم، وقد أدى توليد الطاقة الشمسية إلى توظيف نحو مليون صيني، وجني نحو 2 مليار دولار أمريكي، كل ذلك رغم أن 8% من الأسر تستخدم الطاقة الشمسية، كما تشجع الصين مشروعات توليد الطاقة عن طريق الرياح، فأنشأت أكثر من 30 شركة لإنتاج الطاقة من الرياح، كل ذلك ولم تُسخِّر الصين سوى واحد من الألف من إمكانية إنتاج طاقة الرياح التي تمتلكها! وإذا توسعت الصين في إنتاج الطاقة من الرياح، فسوف تحل محل الطاقة الكهرومائية، بل والنووية أيضًا، والصين مستعدة لإنفاق أكثر وأكثر في سبيل نموها وتقدمها.
الفكرة من كتاب مارد في الصين
ما زالت الصين منذ ثلاثة عقود مضت البلد الأسرع نموًّا في العالم بمعدل من الادخارات والاستثمار فاق نسبة 35%، واحتياطيات من النقد الأجنبي هي الأعلى في العالم، ومن ثمَّ يمكن القول إن الصين أصبحت راسخة القدم، ومؤهلة لأن تكون أهم دولة في مستقبل الجنس البشري، فكما كان القرن التاسع عشر قرن إنجلترا، والقرن العشرين كان ملكًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القرن الحادي والعشرين من نصيب الصين لتضع قواعد اللعبة في العالم وتنفرد بالسيطرة، إذ بالنظر إلى الصين في العصر الحالي، يمكن أن نرى مُتسعًا فسيحًا من النمو أمام صناعتها، يشمل ذلك التقانة والطاقة والكهرباء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، ولكي تجد الطريق كما وجده الصينيون، فكل ما عليك فعله، هو الأخذ بالمثل الصيني القائل: “إذا أردت معرفة الطريق أمامك، فما عليك سوى سؤال الذين سبق أن قطعوه من قبل”، وهذا ما يفعله المؤلف في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مارد في الصين
جيم روجرز، رجل أعمال أمريكي، وعضو مؤسس في شركة Quantum بصحبة رجل الأعمال الشهير جورج سوروس، كما أنه خبير اقتصادي ومستثمر مميز، فاجأ الجميع بتقاعده في سن السابعة والثلاثين، ومنذ ذلك الوقت قضى بعض وقته أستاذًا للتمويل في كلية الأعمال في جامعة كولومبيا، ومن كتبه:
السلع الأكثر تداولًا.
الرأسمالي المغامر.
سائق عجلة الاستثمار.
معلومات عن المترجم:
أيمن طباع، مترجم سعودي، من ترجماته:
مارد في الصين.
تعلم المحتوى: التعليم الاستراتيجي لتعلم استراتيجي.