الصدقة تُداوي جراحَ الحياة
الصدقة تُداوي جراحَ الحياة
تأتي على المرءِ لحظاتٌ يتغلَّب فيها الإحباطُ على الأمل، ولا يرى فيها القيمة لكلمات المواساة من هذا وذاك، فالشعور بمرارة وألم الإحباط قويٌّ وصعب لا يختفي بسهولة، سواء كان ذلك الإحباط مرتبطًا بالمستقبل الغامض أو الفشل في تحقيق حياة مناسبة أو عدم إيجاد وظيفة أو فقدان أحدهم، أو خذلانٍ ووحدة، أو غير ذلك.
وفي الحقيقة هذا صحيح تمامًا، ولا نفع لكلماتٍ يظنُّ صاحبُها أنه يُواسي بها غيرَه ما لم يذُق الُمرَّ نفسَه، لكن ألم تحدث مرةً أن ظننت أنَّ السُّبُل كلها قد انقطعت، ثم فجأةً اختفت المشكلة من تلقاء نفسها ومررتَ أنت من خلالها لدرجة أنك نسيتَها وكان هذا من فضل الله عليك، ألم تتعلم حينها أن الأمل في الله لا سبيل سواه، وأن الحل أن تمضي وتعمل وتجرب كل فرصة مهما كانت فتطرق الأبواب بدلًا من أن تنتظر الفرصة المثالية أو حامل مصباح علاء الدين ليحقق آمالك!
إن أول ما يجب الاهتمام به وجعله عادة أساسية مهما اختلفت الظُّروف والأحوال هو أن تزور الفقراء والمساكين وتُخصِّص لهم نسبة ولو ضئيلة من دخلك، حتى في أصعب أحوالك المادية ولو قدَّمت ما هو بسيط، ولاحِظ هنا أن النصيحة لا تتعلَّق فقط بتقديم الصدقات، وإنما بزيارة الفقراء في منازلهم ومواساتهم والتخفيف عنهم كما تفعل مع الأقارب، واعلم أنك سبب لرزقهم وليس ذلك منَّةً منك، بل أنت من في حاجة إلى ذلك الفعل حين تجد السعادة والأمل يتسلَّلان إلى قلبك وتوفيق الله يُحيط بك؛ ألم تلاحظ أنه ما نقص مالٌ من صدقةٍ فعلًا!
الفكرة من كتاب لا تيأس
سلامٌ على كلِّ مؤمنٍ مُبتلى، سواء أكان ابتلاؤه مرضًا أم فقدانًا لأحد الأحبة والأهل، أم كان فراقًا للأب والأم والإخوةِ أم تدهور الحال وتعثُّر المآل، سلامٌ على من يحاول الصمودَ رغم الظُّلمة الغالبة، أتُدرك أن اللهَ يُحبك ولا ينساك، يبتليك ليُقرِّبك إليه من تيه الدنيا الفانية، يُذكِّرك أنه ليس لك سواه يُعيد إليك نعمةً فقدتها ويرزقك بخيرٍ مما فقدت، ولعلك لا تجد في كلمات المواساة هذه إلا أننا جميعنا بلا استثناء نحتاجها من اللحظة إلى الأخرى، لذا أقول لك: لا تيأس.
يحاول هذا الكتاب أن يُعطيك بذورًا ثمارُها النور، ما بين قصصٍ للنجاح بعد التعثُّر، والفرج بعد الضيق، وما بين كلماتٍ تُربت على قارئها.
مؤلف كتاب لا تيأس
أحمد سالم بادويلان، صحفي سعودي عمل في مجلات وصحف عربية، حاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أتلانتك بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بلغت مؤلفاته نحو 80 كتابًا، ومن أهمها:
موسوعة سين وجيم في الثقافة الإسلامية.
على مسؤوليتي.
خطوة خطوة نحو الهدف.