الشعائر الخاتمة للدين الخاتم
الشعائر الخاتمة للدين الخاتم
الإسلام هو الدين الخاتم والباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون للشعائر التي أتى بها هذا الدين وظيفة مختلفة وأثر أبقى وأعلى يتوازى مع مهمة الختام التي يمثلها هذا الدين، والصلاة بكونها الشعيرة الرئيسة التي تحافظ على مكانتنا الإنسانية فلا بد أن يكون لها دور في المساعدة على تحقيق الهدف من وجود الإنسان نفسه كونه مستخلفًا في الأرض لتعميرها.
من اللفتات المهمة أن ورود الأمر بالصلاة مباشرةً أتى في القرآن بصيغة الأمر المباشر ﴿فَصَلِّ﴾ مرة واحدة في أقصر سورة القرآن: الكوثر، وهي مبكرة جدًّا في ترتيب النزول في المرحلة المكية، والكوثر -القريب في الاشتقاق من التكاثر- يعني الزيادة والكثرة لكن ليس على الإطلاق، بل هو مشروط بأن تكون الزيادة في الخير، الزيادة التي تؤدي إلى تحقيق رقيٍّ في القيم الإنسانية، والكوثر أيضًا نهر في الجنة أعطاه الله للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، والنهر مثال على التدفق والحياة والاستقرار الدافع للبناء والتعمير.
وتلا نزول سورة الكوثر سورة الماعون، وما ورد فيها عن الصلاة، يقول تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، ما يشكِّل مع ما ورد في سورة الكوثر الصورة الكاملة عن الصلاة بشقيها الإيجابي والسلبي، ونزولهما قبل أن يتم فرض الصلاة على هيئتها الحالية بسنوات، كان ضروريًّا وممهدًا لتلك المرحلة التي تستلزم إقامة الصلاة، وتلفت سورة الماعون النظر إلى نوع من المصلين الذين يفصلون أداء صلاتهم عن حياتهم ولا تسهم الصلاة في أي دور عملي في حياتهم؛ أي إنهم يصلون مع أنهم لا يدعون إلى أي خير ولا يكفون عن أي منكر في انفصام واضح بين الفكر والسلوك، وأداء الصلاة كمجرد حركات جسدية فقط.
ويرى الكاتب أن الصلاة، بلا مبالغة، إذا أقمتها حق إقامتها فإنها تجعلك شخصًا أفضل وتغيرك جذريًّا وتسهم في تفاعلك مع نفسك والعالم، كيف لا وهي الشعيرة الأهم في الدين الخاتم؟
الفكرة من كتاب المهمة غير المستحيلة الصلاة بوصفها أداة لإعادة بناء العالم
“كان من المؤلم جدًّا أن الناس لا يصلون.. ولكنه كان من المؤلم أكثر، أنهم إذا صلوا، ربما لا يتغيرون..”!
يهدف الكاتب في هذا الكتاب إلى توضيح دور الصلاة ليس فقط لكونها شعيرة أساسية للدين، وإنما تمتد لتشمل حياة الفرد المسلم كلها، والتي إذا تم تطبيقها كما شرعها الله (عز وجل) فإنها سوف تحدث تغييرًا شاملًا في حياة الفرد والأمة.
مؤلف كتاب المهمة غير المستحيلة الصلاة بوصفها أداة لإعادة بناء العالم
الدكتور أحمد خيري العمري: طبيب أسنان عراقي المولد، صدر له العديد من المؤلفات التي تقدم رؤية جديدة تتجاوز الجمود السائد وتتحفَّظ ضد التجديد المنحل، ومن أهمها: “البوصلة القرآنية”، و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وسلسلة “كيمياء الصلاة”، بالإضافة إلى بعض الأعمال الروائية مثل “كريسماس في مكة”، و”بيت خالتي”.