السجود
أبلغ هيئات العبودية السجود فبأثره يُعرَف المسلم يوم القيامة، فمن كان أكثر سجودًا في الدنيا كان أعظم ضياء وأشد إشراقًا ووضاءة، وثمرة السجود تمام الافتقار إلى الله وهو أقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى، فما من عبد يسجد سجدة لله في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة.
وهو افتقار يتجاوز حدود الصلاة إلى ما بعد الصلاة ليعم جميع لحظات الحياة فيصبح هم المرء وسعيه الدائم لمرضاة الله، وبالسجود يستشعر المرء لذة القرب من الله (عز وجل) فقال تعالى: ﴿واسجد واقترب﴾، ولعل هذا هو سر الراحة القلبية العظيمة وتجليات السكينة التي يستشعرها المرء عقب سجوده، وفي السجود يبث العبد شكواه إلى ربه ويرفع إليه حاجته وليحذر المرء اليأس من إجابة الدعاء وليستبشر، فقد قال الإمام الحافظ: “لا يمنعنَّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه”، وبالسجود يحط عن المرء أوزاره وذنوبه ويستشعر العزة بسجوده لله وافتقاره إليه عمن سواه.
وكان النبي يردِّد في سجوده: “سبحان ربي الأعلى” ويزيد عليها “اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لى جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت”، وغيره من الأدعية ذلك وهو المغفور له، فمفتاح الصدق الخضوع والإنابة.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.