الزواج والإصلاح الاجتماعي
الزواج والإصلاح الاجتماعي
من أهم الأعراض الشائعة لعقدة الشعور بالنقص الرغبة في تغيير النظام الاجتماعي، ولا عجب أن نجد أن العاجزين عن الوصول إلى الصدارة الاجتماعية يتحوَّلون إلى مصلحين اجتماعيين فرارًا من واجب إصلاح أنفسهم، فالخلل في النظام التعليمي لا يبرر تركه بالكلية، والأخطاء في النظام الاجتماعي لا تمنع من كسب الأصدقاء والقعود عن بذل الإحسان والبر، ولن يكون ثمة نظام مثالي وكامل إلا إذا كان القائم عليه له صفة الكمال كذلك.
ويؤكد الكاتب أنه كثيرًا ما كان يعتقد الرأي القائل: إن للناحية الجنسية تأثيرًا في هناء الحياة الزوجية متأثرًا بنظريات فرويد شبه العلمية التي أسبغت على الغريزة الجنسية هذا التأكيد الزائف، ولكن دلت الدراسات التي قام بها بعد ذلك أن التآلف الجنسي أيسر بكثير من أنواع السلوك البشري الأخرى التي تقيم صرح السعادة الزوجية أو تهدمه، فإنَّ الزواج الناجح درجة من درجات النمو السيكولوجي والبيولوجي، وقد فرضته الشريعة وجعلته وسيلة لحياة أهنأ وأوفر لا مجرد تجربة يكتشف فيها المرء إذا كان شريكه ملائمًا له أم لا، يقول الدكتور هنري: لهذا كنتُ أحث دائمًا على الإقدام على الزواج وأوثر السعي لتحقيق السعادة الزوجية على ما فيه من مجازفة بدل الزواج المشروط، وكلما كان المرء ذا شخصية منبسطة وغير أنانية كان زواجه ناجحًا، أما الإنسان المنطوي حول نفسه المحدود الأفق فيجعل من عواطفه وأهوائه مثلًا، فيغلب الجانب المادي للأنثى.
وتكمن أهمية العقيدة الدينية في هذا الأمر أن الزواج ليس علاقة شخصية فحسب، بل عقد عام أمام محكمة سماوية ووثيقة ارتباط دينية يحاسب فيها المرء على الاختيار والفعل والمسؤوليات التي لا مفر منها، وقد أوضحت الدراسات أن السعداء في حياتهم الزوجية هم الأكثر اهتمامًا بمساعدة الآخرين وبذل الخير لهم وهو عين ما تدعو إليه القيم الدينية، وأكثر ما يفسد الحياة الزوجية المبالغة بالنواحي الفكرية للحياة دون الأخذ بفضائل المعيشة.
الفكرة من كتاب العودة إلى الإيمان
كان لتجارب هنري لنك في ميدان علم النفس أثر كبير في عودة الناس إلى حظيرة الإيمان، وكانت طقوس الدين وتعاليمه من الوسائل الناجعة والرئيسة في علاج مرضاه حتى مِن قبل أن يتحول عن الإلحاد إلى الإيمان مرة أخرى، وفي هذا الكتاب توضيح للأثر المادي للدين في الحياة وعلاقة الإيمان بتكوين الشخصية السوية والوصول إلى السعادة المنشودة.
مؤلف كتاب العودة إلى الإيمان
الدكتور هنري لنك (Henry C. Link): طبيب نفسي وأحد فرسان علم النفس التجريبي، وُلد عام ١٨٨٩، وحصل على الدكتوراه من جامعة بيل بأمريكا عام ١٩٢٦، وابتكر العديد من الاختبارات النفسية كالذكاء وبناء الشخصية، كما تولى إدارة مركز الخدمات النفسية لاختبارات استعداد الأشخاص، وتوفي عام ١٩٥٢.
ومن أهم مؤلفاته: “العودة إلى الإيمان”، و”كيف تنمي شخصيتك”.