الزمن والخوف
الزمن والخوف
“إن الشيء الوحيد الذي يجب علينا الخوف منه هو الخوف نفسه” – فرانكلين روزفلت، إذ إن نمط المعيشة المعاصر يزرع العديد من المخاوف في نفوسنا، والتي هي جوهر قلقنا، ومن أهم تلك المخاوف التي كان يشعر بها الكاتب هي المخاوف التي تتعلَّق بالزمن؛ فهو يقلق بشأن المستقبل والموت، وتأخُّره في العمل ومواعيد التسليمات، ويقلق بشأن الوقت الذي أضاعه وبكل ما يتعلَّق بالوقت، ولكنه بدأ يتساءل إن كان مفهوم الزمن قد تغيَّر في عالمنا المعاصر، وهل نتحرَّر من تلك المخاوف إن بنينا علاقة جديدة مع الزمن؟ إن الزمن بمفهوم الساعات والدقائق لم يكن موجودًا في حياة البشر دائمًا، وإنما كانوا يعتمدون على غرائزهم في تحرِّي الوقت، فكان الزمن يمثِّل لهم الصباح والمساء وما بينهما من أوقات للعب والاسترخاء وتناول الطعام وغيره، فقد كان الوقت موجودًا لخدمة حياتهم، أما بعد ظهور ساعات الجيب في القرن السادس عشر، والتي لم تكن حتى تظهر سوى الساعات دون الدقائق، بدأ الإنسان يقلق بشأن تفقُّد الوقت؛ وتحوَّل ذلك التفقُّد إلى سلوك مضطرب من الالتزام بتفقُّد الساعة
ويظهر هذا السلوك جليًّا في عالمنا المعاصر سواء تجاه الزمن أو تجاه هواتفنا الذكية، وبسبب هذا أصبحنا واعين أكثر من اللازم بتفقُّد الزمن الرقمي على حساب غرائزنا ووعينا بالزمن الطبيعي، فأصبحنا نعمل في خدمة الوقت بدلًا من أن يخدمنا هو، وبالتالي أصبحنا أكثر قلقًا وهوسًا بشأنه، ورغم هوسنا الشديد بالزمن فهناك مفارقة جلية بشأنه في عالمنا المعاصر، فعلى الرغم من أن التقنية توفِّر علينا الوقت فإننا نشعر دائمًا بأننا على عجلة من أمرنا وقلقون بشأن الإنجاز، وبأنه لا يوجد وقت كافٍ لإتمام ما نريد ودائمًا ما نردِّد جملة “إن كان فقط لديَّ الوقت!”، وهذا إن تحقَّق فلن يغيِّر شيئًا لأن المشكلة لا تكمن في الوقت، بل في أن هناك فائضًا في كل شيء آخر.
الفكرة من كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر
إن كنت تعاني من القلق سواء المَرضي أو العابر، وتشعر بأنك في حاجة دائمة إلى الهروب من ذاتك ومن هذا الشعور الثقيل الجاسم على صدرك الذي يمنعك من ممارسة حياتك بشكل سلسٍ هادئ، ربما عليك أن تبدأ بترك الانغماس في الملهيات ومواجهة هذا الشعور ومعرفة أسبابه مهما بدت لك خفية ومجهولة؛ فالكاتب يؤكِّد أن هناك أسبابًا تربط بين نمط المعيشة في عالمنا المعاصر وبين انتشار القلق والاضطرابات النفسية، لذا يجب عليك التحرُّر من الشعور بالذنب، وبأن مسؤولية قلقك تقع كاملة على عاتقك، وأن تبدأ في التعرُّف على بعض تلك الأسباب والتغيرات التي طرأت على عالمنا المعاصر ومن ثَمَّ طرق التحرُّر منها بمساعدة مات هيغ الذي مرَّ بتلك التجربة من قبل.
مؤلف كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر
مات هيغ: كاتب وصحفي وروائي بريطاني ولد عام 1975م، له العديد من المؤلفات التي ترجمت إلى أربعين لغة، كما أنه من المهتمين بالتوعية النفسية، ويظهر هذا في مؤلفاته.
من مؤلفاته:
أسباب للبقاء حيًّا.
كتاب الراحة.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991م، ترجم العديد من الكتب والمؤلفات الأدبية المميزة.
ومن ترجماته:
أسباب للبقاء حيًّا.
سَنة القراءة الخطرة.