الذات الوالِديَّة
الذات الوالِديَّة
الذات الوالدِيَّة هي نتيجة لتسجيلات موجودة في مخ الإنسان تختص بالشخصيات الوالدية، وغالبًا ما تكون هذه التسجيلات قد تمت في السنوات الخمس الأولى من عمر الشخص، إذ إننا نعيش حاضرنا بناءً على أمور سابقة وبناء عليها أيضًا يكون لنا تطلّع بالمستقبل، فالحاضر يتشكّل من ذواكرنا في الماضي، ويؤكد هذه النظرية أن الإنسان الذي فقد ذاكرته يكون حاضره مشوشًا ولا يأمل بالمستقبل! فالذاكرة إذًا لها دور ضروري ومهم جدًّا في تكوين ذات الإنسان، والشخص الطبيعي يسجل كل شيء صوتًا وصورةً، وبهذا تتكون أجزاء شخصيته، ونحن بدورنا نعطف ونحنو ونضجر ونغضب وننتقد بناءً على ما عايشناه في طفولتنا، وجميعنا نرى بأعيننا تلك الفتاة التي تمسك بدميتها وتدللها وترعاها، وهنا في هذا الموقف يجب أن ندرك أنها هكذا تتصرّف بشكل نابع من الذات الوالديَّة.
ونحن كذلك قد قلّدنا كثيرًا من الشخصيات لكي نتوحّد مع الذات الوالديَّة، وليس بالضرورة أن تكون هذه الذات للأب أو للأم فربما تكون للخال أو العم أو الأخت الكبرى أو المربي.
وأنت كلما كبرت فسوف تكتشف أنك تسلك مسلك والديك نفسه، وتتحدث مثلهما وتتحرك مثلهما وهذا يكون بشكل لا إرادي منك كأن الشريط يعيد نفسه، فنحن نتعلم العطاء والحنان والدعم والميل لأفكار معيّنة؛ تأثرًا بذاتك الوالدية.
والذات الوالديَّة تشتمل على مجموعة ضخمة من التنبيهات والقوانين وأنماط السلوك، ولهذا يكون لها دور في تكوين شخصياتنا، لذا فإننا لا نقول بإهمالها، حتى وإن كانت فيها طباع سلبية، بل يمكننا تفنيدها وفحصها وتغيير ما يتغير وإبقاء ما هو مهم، لأنها في النهاية إطار لقيمنا، وسيكون من الصعب الانفكاك عنها، فالأفضل هو هندمتها وتهذيبها.
الفكرة من كتاب مباريات سيكولوجيّة
يتحدّث الكاتب في كتابه عن ثلاثة أنواع للذات التي توجد بداخلنا، أولها: الذات الوالديَّة التي نتصرّف بها بناء على تأثرنا في السنوات الأولى بالشخصيات الوالديَّة والتي يرمز لها عادة بالرمز (واو)، والذات الثانية: ذات الطفولة التي تتحيز للانفعال والمشاعر والأحاسيس، ويرمز لها بالرمز (طاء)، وأخيرًا.. ذات البالغ التي يكون فيها تفكير الشخص رشيدًا موضوعيًّا، ويرمز لها بالرمز (باء)، هذه الذاوات هي التي تحرك كل شخص فينا وتفسر تصرفاته، وهذا ما سيبينه لنا الكتاب بالتفصيل.
مؤلف كتاب مباريات سيكولوجيّة
عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
مشكلات عاطفيّة.
في بيتنا مريض نفسي.
حكايات نفسيّة.
روعة الزواج.