الحرمان من القرآن

الحرمان من القرآن

أنزل الله (عزَّ وجل) هذا القرآن، وأودع فيه قوة تأثيرٍ جبَّارة، وقال عنه إنه لو نزل على جبل لتصدَّع هذا الجبل وتشقَّق من ثقل القرآن وعظمة تأثيره، لكن الله (عز وجل) جعل دائرة تأثير هذا القرآن هي ذات الإنسان، روحًا ونفسًا وقلبًا وعقلًا، فلو تعرَّض الإنسان تعرضًا حقيقيًّا لآيات القرآن لتغيَّر تغيرًا جذريًّا، تغيرًا في المعتقدات الخاطئة، وزيادةً في إيمان قلبه، وتغيرًا في نفسه، ولأحدث في دواخله زلزالًا عنيفًا، ولتأثَّر سلوكه وتصحَّح مساره، حيث يقول (عز وجل): ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
والصحابة هم أكبرُ دليلٍ على هذا الأثر، فقد نزل القرآن على الصحابة، وكانوا في ظلام وجاهلية، فأحدث فيهم تغيرًا شاملًا، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الحق، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وجمعهم أمةً واحدة قوية، لكن الواقع الذي تحياه أمة القرآن الآن يعاكس ذلك، فأورد الكاتب أن السبب الأول والأهم هو البعد عن القرآن الكريم وعن روحه وتعاليمه، فأوجب ذلك الحرمان منه والانتفاع بما جاء فيه، حتى انتهى بنا إلى هذا الحال.
فالقرآن كتابٌ عزيز، يعامل الناس بقدر تعاملهم معه، عرف الصحابة قدره، فكانت فيهم النفوس السوية المستقيمة والأخلاق الكريمة والفتوحات العظيمة، أما من لم يُعطِه قدره الحقيقي، ولم يتخلَّق بأخلاقه، ولم يتدبَّر معانيه ويعرف ما وراء آياته فيحقِّقها في نفسه وفي مجتمعه، فسيعرض القرآن عنه، ويُغلق عنه منافذ أنواره، فالحرمان الذي صرنا فيه ناتج عن غفلتنا عن الانتفاع الحقيقي بآيات الله.
الفكرة من كتاب غربة القرآن
يتحدَّث الكتاب عن غُربة القرآن بيننا، وعن غياب روح القرآن، وغياب أثره الجميل عن قلوبنا، كما يأخذ على قرائه الاعتناء بالألفاظ دون المعاني، وإهمال التدبر والتفكُّر، وعدم الشعور الداخلي بهذا الحرمان، فدفع ذلك الكاتب أن يكتب هذا الكتاب، في محاولةٍ لإحياء تلك الروح فينا من جديد.
مؤلف كتاب غربة القرآن
الدكتور مجدي الهلالي: كاتب وطبيب تحاليل طبية وداعية مصري، له العديد من الكتب والمؤلفات في الدعوة والتربية الإيمانية، والتي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
ومن مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”.