الحب
أما الاحتياج الثالث فهو الحب فنحن -البشر- لا نستطيع العيش دون الحب والمشاركة والاهتمام، أو دون أن يرانا أحد ويقبلنا، لكن الحب لا يكون صحيًّا دائمًا، بل قد يكون مَرَضيًّا ومضرًّا لكلا الطرفين، وهناك عدة أنواع لهذا الحب المَرَضي:
أولًا: أن يكون أحد الطرفين للآخر كأحد الوالدين، فالزوج يريدها كأمه، والزوجة تريده كأبيها. ثانيًا: حب السيطرة والتملك، فالزوج يريدها شيئًا يملكه ويتحكم فيه، وربما يعلل ذلك بالقوامة. ثالثًا: أن ينصهر الطرفان في بعضها، ويعلق كل منها السعادة والحياة على وجود الآخر، ويلغي نفسه وحدوده وخصوصيته. رابعًا: حب الأخذ دون العطاء، ينتظر أحدهما من الآخر أن يعطي له كل شيء دون أن يعطي هو أي شيء.
أما الحب الصحي الذي يحتاج إليه الشخص في حياته، فهو الحب الذي معه يكون له عالمه وحدوده وشخصيته الخاصة وحياته التي يعيشها، مع وجود مساحات تقاطع بينه وبين شريكه، فلكل من الطرفين في هذا الحب ذكرياته وهواياته وما يحب وما يكره بعيدًا عن شريكه، فالحب الصحي لا يلغي الإنسان فيه نفسه ولا يرضى عن الآخر بشكل مطلق، أي يكون فيه الأخذ والعطاء.
ومن أجل تحقيق هذا الحب والحصول عليه، فقبل أن نقبل على الزواج نحتاج إلى أن نكون واعين بأنفسنا وشخصياتنا بشكل كافٍ، نعرفها ونفهمها، ونعرف احتياجاتنا وما نريده من العلاقة، ونحتاج إلى أن نعرف الآخر بوضوح ونفهمه ونفهم دوره في حياتنا وما يعطيه لنا وما نأخذه منه.
الفكرة من كتاب كبسولات زوجية
الزواج سكنٌ ومودة وسعادةٌ وعفة، نجد فيه الرفيق في أحوالنا المختلفة، يخفف عنّا ونخفف عنه، يتودد كل منا إلى الآخر ويحتويه، وهو سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشريعة الله في خلقه.
لكن في هذه الأيام نسمع بالمتزوج الذي ينفّر الشباب من الزواج، ويعلل هذا بأن أيام العزوبية كانت أجمل، كما نسمع بالآخر الذي يرغّب فيه، ويزعم أن لا سعادة حقيقة إلا فيه، فمن منهما على حق؟ ولماذا ينجح زواج ويفشل آخر؟
يأخذنا هذا الكتاب لمعرفة كيفية بناء زواج سعيد، ويقدم إلينا الإجابة في كبسولات صغيرة لفهم أنفسنا وفهم الجنس الآخر، وفهم احتياجاتنا واحتياجات الطرف الآخر، كما يعزز مهاراتنا بجملة من الأدوات والطرائق لحل المشكلات الزوجية.
مؤلف كتاب كبسولات زوجية
فاطمة المهدي: كاتبة وعاملة في مجال التدريب، وقدمت بعض الدورات التدريبية التي تخص الأسرة والعلاقات الزوجية، تقدم كذلك الاستشارات التي تخص العلاقات الأسرية، كما تكتب مقالات بشكل أسبوعي على إحدى الشبكات العربية، وهي ناشطة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
من مؤلفاتها:
كبسولات تربوية.
كبسولات تربوية: أ – ب تربية جنسية.