الثقة الجسدية
الثقة الجسدية
تلعب الطريقة التي تتحرَّك وتتحدَّث بها، وطريقة تعاملك مع نفسك دورًا حاسمًا، ليس فقط في تحديد كيف يراك الآخرون، لكن أيضًا في بناء إحساسك بالثقة والكبرياء، وتسمَّى هذه بالثقة الجسدية، وهي التعبير الخارجي عن ثقتنا الداخلية، وقد يبدو أن العقل والجسم كيانان منفصلان، ولكن الواقع عكس ذلك، فهما كيان واحد، فعندما يحدث لك شيء على المستوى النفسي، تتعرَّض لرد فعل فسيولوجي فوري، وعندما يتعرَّض الجسم لأي تنبيه تشعر على الفور برد فعل ذهني ووجداني؛ هل شعرت يومًا بالقلق لدرجة أشعرتك بالغثيان؟ هذا ممكن لأن كل جسمك (وليس العقل فقط) هو آلة من التفكير والمشاعر تعمل معًا في اتصال مستمر، ولقد أثبتت الدراسات أن الجهاز العصبي والهضمي مرتبطان معًا، ولذا تؤثر القناة الهضمية في تغيير حالتنا المزاجية.
عند الانتباه للتغيُّرات الفسيولوجية الدقيقة، ستستطيع أن تعرف عندما تتغيَّر مشاعرك أو مشاعر شخص آخر، وهذه التفاصيل تُسمَّى بالحدَّة الشعورية، ومن الإشارات الجسدية التي تقوم بتوصيل الحالة العاطفية الداخلية، اتساع حدقة العين، فكلما كانت الحدقة متسعة فإننا نشعر بالانفتاح والتواصل، كما أن البشرة المتورِّدة والعضلات المشدودة، تدل على عدم الارتياح، والشعور بالارتباك والحرج، ولذا فإن ما يحدِّد شعورك هو ما تقوله لنفسك، وكيف تتعامل مع نفسك جسديًّا، ولكن مهما كان حديثك لنفسك رائعًا يجب أن يقترن بالتركيز والسيطرة على اهتماماتك، وإن تطويرك لثقتك الجسدية سيجعلك تصنع العجائب بشأن شعورك تجاه نفسك كل يوم، وكيف يعاملك الناس.
القدرة على إدارة تركيزك هي واحدة من أعظم طاقاتك، ما تصبُّ عليه اهتمامك يحدِّد ما تنجزه، وما تشعر به، وما تستطيع التعامل معه في الحياة، فهو يملك التأثير الأكبر في ما يحدث لك في الحياة، ويستطيع عقلنا الواعي التركيز على سبعة أقسام من البيانات في الثانية الواحدة، ولذا من الممكن أن تنسى الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك وتتشتَّت عنه، ولذا من الأفضل التفكير في التركيز وكأنها المساحة التي يستطيع مصباح يدوي صغير أن يضيئها في غرفة مظلمة.
الفكرة من كتاب تخلَّص من “ولكن”
إن من المحزن التفكير في أن الناس غالبًا ما يُرغَمون على الاستسلام لكلمة “لكن” بسبب أصدقائهم أو أسرتهم، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، فتجد عديدًا من الناس يرغبون في فعل شيء ما، لكنهم يخافون نظرة الناس لهم، ويتوقَّعون حدوث الأسوأ، فالبشر كائنات غريبة، تدَّعي أنها تريد الصراحة، ولكنها في الواقع تكون في حالة إنكار تام لها، فنحن نكذب على أنفسنا بشكل دائم، حين نعلن للعالم بأننا نريد شيئًا، ولكن لا نبذل أي مجهود للحصول عليه، إذ يستسلم الناس لكلمة “لكن” ويعتقدون أنها تضع قيدًا حولهم، ولكن الحقيقة المحزنة هي كلما زاد استخدام كلمة “لكن”، أصبح الإنسان أكثر ضعفًا.
وفي هذا الكتاب قام الكاتب بشرح كيفية وضع حدًّا لتدمير الذات، وكيف تدافع عن نفسك، وتتخلَّص من قول كلمة “ولكن”.
مؤلف كتاب تخلَّص من “ولكن”
شون ستيفنسون (1979-2019): متحدث تحفيزي، وكاتب أمريكي، ولد في 5 مايو 1979 بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُوفِّي عام 2019 عن عمر يُناهِز 40 عامًا، ولقد وُلِدَ بخلل جيني يُسبِّب مرضًا يعرف بمرض العظام الزجاجية، فكانت عظامه هشَّة للغاية، ويمكن لأقل لمسة أن تكسرها، وقد كان الكاتب قدوة للعديد من الناس إذ تغلَّب على إعاقته البدنية، وتمكَّن من تسخير إمكانياته الفطرية لمساعدة الناس، وهو واحد من الخبراء الروَّاد في القضاء على تدمير الذات، ويمتلك عيادته الخاصة للمعالجة النفسية.
من أعماله: “كيف تنجح: تحويل الأحلام إلى واقع للشباب البالغين”.