
الثقافة
إن الثقافة بأبسط معانيها هي ما يفصل مجموعة معينة من الناس عن مجموعة أخرى، كما تحدد لهم مع من يتسامحون ومع من يتعادون، فالثقافة ليست سوى مجموعة من الأعراف والتقاليد والمعتقدات والسلوكيات التي اتفق عليها الناس، لذا تؤثر الثقافة في كل جوانب فهم لغة الجسد من حركة الناس وفهمهم للرسائل التي يتلقونها من أجساد الآخرين، وينقسم الناس وفق سلوكهم في أي ثقافة ثلاثة أقسام: إما نموذجيين وهم عامة الناس، وإما فوق نموذجيين وهم المتمثلون في القادة والمشاهير، وإما أشباه نموذجيين وهم من يعانون التهميش كالأفارقة في أمريكا، أو المنبوذين عمومًا.

وإن فئات المجتمع الثلاثة تلك دائمًا ما تكون في حالة تصارع جراء توزيع الحقوق والمكتسبات، فأشباه النموذجيين يتطلعون إلى يوم يعاملون فيه معاملة النموذجيين العاديين الذين يعترف الناس بهم ويحصلون على حقوقهم في العيش الكريم، أما النموذجيون فيتطلعون إلى بلوغ الطبقة التي تفوقهم فيحظون بالشهرة والسمعة والجاه، ولكن من في الطبقة فوق النموذجية يكون في صراع دائم كيلا يفقد منزلته، لأن من يسقط من تلك الطبقة يُعامل معاملة أحقر مما يعامل بها أشباه النموذجيين في الثقافة نفسها.
فقد كانت ثقافة أمريكا في البداية مثلًا هي المساواة، لكن لم تلبث أمريكا حتى تحولت إلى بوتقة انصهار، وهذا يحدث إثر تخلي بعض ثقافات المجموعات الفرعية عن أعرافها الثقافية؛ راجيةً الحصول على الحقوق الممنوحة لأفراد الثقافة الأم، ولكن البشر بطبيعتهم ينكرون حقوق هؤلاء الذين لا يندرجون تحت الفئة فوق النموذجية، ومع دخول مزيد من البلاد في حدود أمريكا، وازدياد عدد المنصهرين في ثقافتهم، وظهور الراديو ودخول الوسائل الإعلامية، حدث انقلاب كبير فأصبحت الفئة فوق النموذجية تتمثل في كل من يستطيع قطع المسافات إما بوصول صوته إلى الناس وهذا إثر ظهور الراديو، وإما مع ظهور الشاشة، فعاد الوصول إلى فئة فوق النموذجيين ليس عصيًّا، فسعى الناس إلى الوصول إلى الشاشة عبر الاختلاف والتميز، فتحولت الثقافة من التساوي إلى تمجيد ذلك الاختلاف، وهذا التناقض أثر في طبيعة تفكيرنا وسلوكنا بالمقابل.
الفكرة من كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
هل شعرت ذات مرة أن هناك شخصًا لا يريد التقرب منك من خلال لغة جسده؟ وهل رأيت مرةً أحد الأشخاص يعقد ذراعيه في أثناء حديثه معك فشعرت بأنك منبوذ؟ كيف تتبين من صحة شعورك هذا؟ وكيف يمكنك التحكم في لغة جسدك؟
إننا عندما نتحدث عن لغة الجسد تتبادر إلى أذهاننا قدرتنا على قراءة ما خلف الفعل، والإشارات غير اللفظية، ونبدأ بتصور أن بإمكاننا اتخاذ تلك اللغة لغةً موثوقة نوقعها على كل شخص، فمن المنتشر عند الناس مثلًا أن من يعقد يديه يُنشئ حاجزًا بينه وبين من يخاطبه، فهل هذا الكلام صحيح أم إن هناك بعض السياقات الأخرى التي يجب الأخذ بها للوصول إلى هذا الحكم؟
يصحبنا الكاتب لاكتشاف لغة الجسد، لا عن طريق التلقين، بل عن طريق التأمل في كل من الثقافة والحالة العامة للفرد والسياق، فأنت لن تستطيع الوصول إلى قراءةٍ صحيحةٍ لكتاب من خلال عنوانه فحسب، بل يجب عليك فحصه والاطلاع على عناوينه، فلذلك عند قراءتك للغة الجسد عليك بالفحص والتقييم والتحليل، وأخيرًا يكون اتخاذ القرار، وكل هذا سنعرفه في كتابنا.
مؤلف كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
جريجوري هارتلي: محقق ومحاضر، لديه عديد من الندوات التي تحلل الأعراض السلوكية، كما يعمل في الجيش الأمريكي، وحصل على جوائز عدة جراء إسهاماته في ارتقاء مستوى استخبارات الجيش، ووجهة نظره الثاقبة في أمور الكيفية والسببية.
ماريان كارينش: مؤلفة وحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراما ولغة الكلام من الجامعة الدينية الأمريكية بواشنطن، كما تولت مسرح المحترفين في بداية حياتها الوظيفية.
ولهما عديد من المؤلفات ومنها:
كيف تكشف الكذاب؟ لماذا لا يقول الناس الحقيقة، وكيف تكشف كذبهم؟
اجعل الناس يفعلوا ما تريد.. كيف تستخدم لغة الجسد لتجذب إليك من تريدهم، وتبعد عنك من لا تريدهم؟
لغة الجسد: كيف تقرأ الأفكار والنوايا الخفية لكل شخص؟