التهابات المفاصل

التهابات المفاصل
لولا المفاصل لتآكل عظم الإنسان وعجز عن الحركة، والمفصل هو تلاقي عظمتين في تجويف داخل نسيج ليفي رقيق يسمى بالمحفظة (Capsule)، تدعمها مجموعة من الأربطة (ligaments) وهي التي تكسبه الثبات والصلابة في تحمل ضغط الأحمال الواقعة عليه، ويغطي طَرَفي العظمة الداخلين في المفصل سطح غضروفي أملس، أما تجويف المفصل من الداخل فيحتوي على طبقة رقيقة من سائل لزج شفاف يُفرَز من غشاء زلالي يبطّن المحفظة مما يتيح له الحركة في سهولة ويسر.

والتهاب المفاصل من الأمراض التي تتسم بالألم المستمر لإعاقتها صاحبها عن أقل حركة ممكنة، وقد يصاحبها ورم أو تضخم حسب نوعه، فأنواع التهابات المفاصل تختلف من بلد إلى بلد لاختلاف عادات المطعم والمشرب والتنقل، ويوجد من تلك الأنواع أربعة هي الأكثر شيوعًا في العالم وهي الروماتويد المفصلي، والتهاب المفاصل الصديدي، والتهاب المفاصل المصاحب لمرض السل (الدرن)، والتهاب المفاصل العظمي.
والتهاب المفاصل الصديدي (purulent) هو أحد أنواع الالتهابات التي تنتج بسبب الإصابة بالبكتيريا، وقد نعجب إذ كيف يصل الميكروب إلى المفصل؛ يمكنه أن يصل عبر مجرى الدم من خلال منافذ تغذية المفصل، أو عند حدوث جرح نافذ، أو عند إصابة العظام ببؤرة صديدية ناجمة عن التهاب حاد حول المفصل، وذلك الالتهاب يحتاج إلى علاج مكثف وإلا فسينقلب على صاحبه ويصبح التهابًا حادًّا.
يمكن إجمال شكوى مريض المفاصل في: الألم الشديد وارتفاع درجة الحرارة، وتورم المفصل نتيجة للرشح الموجود داخله، وتضخم الغشاء السينوفي، ويكون الجلد فوق المفصل أحمر وساخنًا، وبالإضافة إلى ذلك تكون حركة المفصل بها بعض الإعاقة، ويتوقف هنا العلاج على درجة الإصابة والميكروب المصيب ثم على كفاءة العلاج الذي يتلخص في كلمة واحدة وهي الراحة، وراحة المفصل من أهم عوامل النجاح في علاجه، ولذلك يوضع في ضمادة، ثم يصنع الطبيب مزرعة للسائل المتجمع لمعرفة الميكروب المسبب ونوع المضادات الحيوية الأنسب للتأثير في هذا الميكروب ويكتبها للمريض.
الفكرة من كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
شُكلت العظام وصُوِّرت في أحسن تقويم، فلا تجد عظْمة مبالغًا في حجمها أو ضعيفة التكوين غير قادرة على حمل الإنسان وتحريكه أو حمل أعضائه وحمايتها من الصدمات القوية أو الضعيفة، وإذا أصيبت إحدى تلك العظام بالتهاب أو كسر تداعى لها بقية الجسد وعجز عن أداء مهامه على الوجه الأكمل، ومن هنا تأتي أهمية أن يعرف كلّ منا دور عظامه في جسده وطريقة عملها وكيفية الحفاظ عليها من الضمور أو الالتهاب أو الارتخاء والتداعي سواء بسبب الأمراض أو الشيخوخة.
ومن هنا يعرض الدكتور عاطف لماضة في كتابه معلومات عن العظام وتكوينها، وطريقة عملها في جسم الإنسان، وعَلاقتها بما حولها من مفاصل، كما يعرض الحل الأمثل للتعامل مع شخص أصيب بكسر أمامك حتى توصله إلى المشفى، ويعرض بعض الأمراض التي تصيب عظام والإنسان ومفاصله ووسائل التغلب على تلك الأمراض والوقاية منها.
مؤلف كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
د. عاطف لماضة: متخرج في كلية الطب بجامعة الأزهر، وحاصل على بكالوريوس طب الأمراض النفسية والعصبية، وله مؤلفات عدة، أبرزها:
السكر.. الصديق اللدود.
الإسعافات الأولية للكبار.
تغذية الطفل.. بين شغف الأمهات وحقائق العلم.
الحمل والولادة.. أسرار ومتاعب كيف نواجهها.