التنفُّس العميق والريكي
التنفُّس العميق والريكي
من الضروري معرفة أن الفلسفة الغربية الروحية أو برامج العصر الجديد يحاول أن يصبغ لنفسه أسماء ذات صبغة دعائية، مثل “الطاقة الروحية” أو “قوة الحياة”، والكثير من المُدربين أو المُرشدين الروحيين في الغرب تدرَّبوا على يد رهبان التبت والصين، في دعوى إلغاء الفوارق الدينية بين الشعوب.
ومن برامجهم المنتشرة: برنامج التنفس التحوُّلي والعميق، وهو عبارة عن تمارين تنفُّس خاصَّة، تستجلب من خلالها ما يُسمَّى طاقة “البرانا” الكونية، وذلك من خلال استشعار المُتدرب تدفُّق الطاقة في جسده، وكيف تمدُّه بالسعادة والحيوية، كما تزيد رؤيته لداخله وضوحًا كما يعتقد، فيستطيع اتخاذ التدبير المُناسب في الوقت المناسب! وتُقدَّم هذه البرامج في العالم الإسلامي على أنها دورات لحصول الخشوع الدائم في الصلاة، أو أفكار إبداعية لحفظ القرآن الكريم لتنشيط القدرات الخارقة للحفظ!
ومن البرامج أيضًا “الريكي”، وهو كلمة مشتقة من “ري” بمعنى الروح الكونية، و”كي” بمعنى طاقة قوة الحياة، وهو الاسم الياباني للطاقة “تشي”، حيث تعتمد على كيفية استمداد الطاقة الكونية، وفتح الشاكرات لاستقبال الطاقة الإيجابية والتخلُّص من الطاقة السلبية.
وتحكي أدبيات الريكي أن قصة اكتشافها بدأت في اليابان، حينما أراد “ميكاو يوسوي” اكتساب سر معجزات عيسى (عليه السلام)، وبوذا، فاعتكف وحيدًا في جبل صائمًا متأملًا حتى سمع أصواتًا ورأى أنوارًا لم يعلم مصدرها أو حقيقتها، ثم عُلِّم رموزًا خاصَّة، وفقد وعيه وبعدما أفاق وجد نفسه قد اكتسب قدرات شفائية عجيبة! وللأسف انتشرت الريكي بين المُسلمين كصورة من صور “الرقية الشرعية”.
الفكرة من كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
البرمجة اللغوية العصبية، الريكي، العلاج بالبرانا، اليوجا، وغيرها من الأسماء، تتردَّد على آذاننا لتحقيق السلام النفسي، أو التخلُّص من التوتر والضغط، وغيرها من المطالب التي يبحث عنها العديد منَّا في العصر الحديث، فما حقيقة هذه البرامج؟ وما أصل فلسفتها؟
تُقدِّم لنا الكاتبة أثر الفلسفة الشرقية في حياتنا اليومية، والتي هي أصل للكثير من هذه البرامج، كما توضِّح بشكل مُيسَّر ما هي “حركة العصر الجديد”، وما علاقتها بتلك البرامج وبالفلسفة الشرقية؟
مؤلف كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
فوز بنت عبد اللطيف كردي: باحثة وكاتبة سعودية من مواليد المدينة المنوَّرة، حصلت على الدكتوراه في فلسفة التربية والدراسات الإسلامية، تخصُّص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وهي باحثة متخصِّصة في الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، تعمل رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز (فرع البنات).
قدَّمت عددًا من الدورات التوعوية، ولها عدد من المشاركات العملية على مستوى المملكة والخليج العربي، ولها عدد من المؤلفات والأبحاث منها: “المرأة في مناهج التعليم”، و”حقيقة العلاج بالطاقة بين القرآن الكريم والعلم”، و”أصول الإيمان بالغيب وآثاره”، و”حركة العصر الجديد: دراسة لجذور الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة الإسلامية”.