التنشئة الجسدية
التنشئة الجسدية
كما حفظ الإسلام الجانب الوجداني للفتاة، كذلك لم يهمل جانب التنشئة الجسدية، فحفظ الجسد من الضرورات الخمس التي حفظها الإسلام، وخصوصًا أن هذه المرحلة تتميَّز بحدوث تغيُّرات جسدية سريعة، فكان على الوالدين -وخصوصًا الأم- الحرص على توعية الفتاة بطبيعة التغيرات التي تحدث لجسدها وكيف لها أن تهتم به.
فتشرح لها الأم مظاهر البلوغ الجنسي حتى لا تشعر الفتاة بالحرج أو تقلق أو ترتبك بسبب عدم فهمها لطبيعة تلك المرحلة، وأن تُعامل في البيت معاملة طبيعية، وأن يتجنَّب البيت حالة الاستغراب أو مناداتها بالطويلة أو القصيرة أو غيرها من الأوصاف حتى لا تحتقر نفسها، أو تتجنَّب معاملة الناس، فتكون الأم خير صديقة لها في تلك المرحلة، قريبة منها دائمًا فتصارحها ابنتها بكل مخاوفها، وبهذا تستطيع الأم بحكمة أن تخفِّف عن ابنتها.
كذلك لا بد من الاهتمام بغذاء الفتاة في تلك المرحلة لتنمو نموًّا صحيًّا، فتختار أصناف الغذاء التي تزوِّدها بالمعادن والفيتامينات المناسبة، وتبدأ في الحرص على أن تنام مُبكرًا وتأخذ قسطها الكافي من النوم، وأخيرًا لا بد أن تُدرك المراهقة أهمية الرياضة والحركة ليكون جسمها قويًّا مُتحمِّلًا.
أما مسائل النظافة الجسدية والزينة؛ فللأم دور كبير في تعليم ابنتها سنن الفطرة، والغُسل، والاهتمام بنظافة الأسنان فتذكر لها أن السيِّدة عائشة (رضي الله عنها) كانت شديد العناية بأسنانها فكانت تستخدم السواك دائمًا، كذلك العناية بشعرها وتنظيفه وتجميله بالأمور المُباحة في الشريعة.
ولا بد من تنبيه الابنة من الأمور التي يجب اجتنابها لأنها تُلحق الضرر بجسدها، ومنها: الزنا وما يتعلَّق به كالعادة السرية وغيرها لأنها تؤذي الجسد والعقل والروح، ويكون ذلك بتوجيه تلك الطاقة في محِلّها الصحيح.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
قد يختلط على كثير من الآباء والأمهات التعامل مع أبنائهم عند بلوغهم سن المراهقة، وذلك لأنهم اعتادوا شخصية أبنائهم في مرحلة الطفولة، إلا أن مرحلة المراهقة يبدأ الإنسان فيها بالشعور بمشاعر مختلفة ويمر جسده بمراحل جديدة تجعله في حالة مختلفة تمامًا عن طفولته، لذا كانت مرحلة المُراهقة من المراحل المهمة التي يجب على الوالدين إدراك طبيعتها ليُكونا خير عونٍ لأبنائهما.
وكما قدَّمت لنا الكاتبة في الجزء الأول حق الابنة كطفلة، تقدِّم لنا في كتابنا هذا كيف للوالدين الاعتناء بابنتهما في مرحلة مراهقتها، لنُدرك معًا كيف يمكن توجيه هذه المرحلة لتكون ولادة ثانية ولكن في القيم والأخلاق والعادات والتقاليد.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة في مرحلة المراهقة (ج2)
الدكتورة حنان عطيَّة الطوري الجهني: سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي: مدارسه واتجاهات تطوره.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).