التفسير النفسي
التفسير النفسي
يعتقد المتخصِّصون في التحليل النفسي أن الاكتئاب يخفي عداءً أو فقدًا نحو شخص ما، لذا فإن المريض يرثي شخصًا يعتقد أنه فقده سواء كان ذلك الفقد في الوعي أو اللاوعي، وشعور المكتئب في معظم الأحيان لا ينتج عن وفاة حقيقية حدثت بالفعل، ولكنه ينتج لشدة كراهيته لمن يحب، فكأنه قتله في خياله، ومن ثم تألم لفقده.
هذا وقد أكَّدت النظريات عن فقد التقدير الذاتي لدى أغلب مرضى الاكتئاب، وعادةً ما يترافق الاكتئاب مع شعور بالصدمة يستمر لفترة ويكون المريض فيه تحت حالة من التبلُّد والانسحاب، ويتفاقم شعور الخواء داخل المرء حتى يصبح في حالة مستمرة من القلق والمزاج المتعكِّر.
ويعتقد الكثيرون أن مرضى الاكتئاب يحملون صورًا سلبية عن الواقع، وهذا غير صحيح، فقد أقيمت تجربة على مجموعتين من الطلاب قُسِّموا إلى مكتئبين وغير مكتئبين، وقد تفوَّق المكتئبون في تقسيم المعطيات على أرض الواقع، ونجحوا في توقُّع نسب النجاح الحقيقية، بينما كانت توقُّعات غير المكتئبين تحتوي إفراطًا في التفاؤل والنظرة غير الواقعية، فالذي يتميَّز به المكتئبون أنهم يقيمون تفسيرًا داخليًّا راسخًا للنجاح، وتفسيرًا خارجيًّا غير راسخ للفشل.
وقد يعطِّل الاكتئاب قدرة الاستمتاع بأي شيء، وهذا يرجع إلى توقف استجابة الشخص المريض للمتعة، كذلك فإن الذاكرة تلعب دورًا أساسيًّا في الاكتئاب، وبخاصَّةٍ الذكريات السلبية، فبينما يتوقَّع الشخص أنه نسي الكثير من ذكرات الماضي؛ يتفاجأ أنها تظهر في أشكال متعددة دون وعي منه، وقد ترتبط تجارب الطفولة المؤلمة بتقييم الشخص السلبي لذاته.
وبناءً على ذلك فإن الحزن الشديد عندما يتحوَّل إلى حزن خبيث يسيطر على العمليات المعرفية ويشوِّهها حتى تصبح غير مستجيبة للمتعة والسعادة وتصل إلى الاكتئاب.
الفكرة من كتاب الحزن الخبيث.. تشريح الاكتئاب
من المهم جدًّا فهم أبعاد مرض الاكتئاب، فهو مثل أي مرض يحتاج إلى التعرُّف والعلاج،
وقد يكون بيننا كثير من مرضى الاكتئاب الذين نتصرَّف معهم بطريقة غير صحيحة ولا نفهم تفسيرات عواطفهم؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الألم النفسي بداخلهم، وقد عانى مؤلف الكتاب اكتئابًا حادًّا، ووصف ذلك بأنه أسوأ تجربة على الإطلاق، وها هو ينقل إلينا التفسيرات العلمية لتجربة عاشها بنفسه.
مؤلف كتاب الحزن الخبيث.. تشريح الاكتئاب
لويس ولبرت: هو أستاذ بقسم الأحياء الخلوي والنمائي بكلية لندن، وهو حاصل على درجة الزمالة في الآداب من الجمعية الملكية عام 1999.
ومن أبرز مؤلفاته:
انتصار الجنين.
الحياة السرية للخلايا.
علم الأحياء النمائي.
معلومات عن المترجمة:
عبلة عودة: مترجمة فلسطينية، مهمومة بموضوع التوثيق للقضية الفلسطينية، ولها عدد من الكتب المترجمة الأخرى، ومنها: كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية”.