التصوف بمفهومه المعتدل الطيب
التصوف بمفهومه المعتدل الطيب
إن التصوف علم ليس بالفاسد وإن كان قد تخللته بعض المغالاة، ففي الأصل هو علم احتضن الكثير من العواطف الإسلامية الشريفة ونمت فيه علوم ومباحث طيبة كالتربية والأخلاق، ولكن قضايا التصوف اليوم قد تطرق إليها فساد وشطط ومناكر لم ينزل الله بها من سلطان، فلو أنه ظل كما كان في بدايته يهذب قلوب الناس وأنفسهم، واقتصر على شرحه للجانب العاطفي في الإسلام والتزم في شروحه هذه للحدود المعروفة من كتاب الله وسنة رسوله دون هذا الغلو، لكنه للأسف قد تأثر بأفكار وفلسفات أجنبية دخيلة على تعاليمنا ينكرها الإسلام، فمالَ عن المنهج والصراط المستقيم الذي غايته تهذيب الأنفس وزلت معه أقدام الكثير، فالخطأ فيه جاء من سوء العلاج لا من سوء الفهم.
من مظاهر التدين المغلوط الذي ترفضه تعاليم الإسلام أيضًا، الكفر بالإنسان نفسه وبخس قيمته، وكأن الله لم يكرمه على سائر خلقه، فنرى أن التدين المتعصب يسيء تصور ملكات الإنسان وشهواته، وينظر إليها نظرات ازدراء على أنها شيء حقير لا غريزة وضعها الله فيه، أما التدين بمفهومه السليم فهو يحترم جميع ملكات الإنسان ولا ينظر إلى شهواته ورغباته الطبيعية هذه النظرة، بل يقر بها ولا يأمر بكبتها بل يفعلها بما يتناسب مع مقتضيات الفطرة السليمة في الإطار الشرعي لها، ولن تتم رسالة الإنسان في الحياة إلا إذا احترم ملكاته وعلم وظيفته في الحياة.
الفكرة من كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
“إن السر في التصدع النفسي والعقلي الذي جعل طاقات أمتنا معطلة، وجعلنا كالغرباء في أرضنا.. السر في هذا التبلد هو عدة رواسب تكونت على مدى القرون”..
يقف بنا هذا الكتاب على جوانب مختلفة يقارن فيها الغزالي بين طبيعة الدين وواقع الأمة، يبرز فيه المرض ويشخص الدواء، لنقف على أسباب جمود الأمة الإسلامية وسر كبوتها، وكيف تنطلق كيف تتحول من أمة لا تحسن الاستفادة من كنوزها المادية والأدبية إلى أمة فعالة نشطة تمتلك في قبضة يديها رخاء العالم كما كانت أولًا..
مؤلف كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
محمد الغزالي (1917 – 1996): عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ من المفكرين والدعاة المجددين الذين حاربوا التشدد والغلو في الدين.
تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد، ولُقب بـ”أديب الدعوة”، وتقلَّد عدة مناصب بالأزهر ووزارة الأوقاف، كما عمل أستاذًا بالتدريس الجامعي في جامعات عدة في مصر وقطر والسعودية والجزائر، ونال العديد من الجوائز أبرزها: جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
ألف عددًا كبيرًا من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي والأخلاق والآداب الإسلامية ومحاربة التعصب، منها:
جدد حياتك.
خلق المسلم.
سر تأخر العرب والمسلمين.