التحلي بروح الهواة
التحلي بروح الهواة
إن ضرورة أن يكون المرء الأفضل دائمًا فكرةٌ تجتاح العصر الحالي، ويتردد عديد من المبدعين في مشاركة أعمالهم مع الآخرين لأنهم يرونها لا تستحق العرض وما زالت تحتاج إلى مزيد من العمل، ويقسو كثير من الناس على أنفسهم لاعتقادهم أنهم غير جيدين كفاية، فالسعي نحو الكمال يجلب القلق وعدم الرضا ويشجع على التسويف والتراخي عن الإنجاز، وقد يؤدي إلى اللامبالاة والكف عن العمل خوفًا من عدم الوصول إلى النتيجة المثالية.
ويكمن حل المشكلة في خوض التجربة والابتعاد عن صورة الفنان المثالي والتحلي بروح الهاوي، ففي كثير من الأحيان يكون لدى الهواة ما يقدمونه إلى الآخرين أكثر من الخبراء، وذلك لأنهم يخوضون التجارب دون خوف ارتكاب الخطأ، ويستطيعون مشاركة أعمالهم عبر الإنترنت قبل الوصول إلى مستوى الاحتراف دون خوف السخرية والانتقاد، ويعتمدون على موهبتهم الفطرية مع مواصلة التَّعَلم، فالنجاح لا يتعلق بالموهبة الفطرية فحسب بقدر ما يتعلق بالعمل الجاد والمثابرة، مع ضرورة الحصول على قدر كافٍ من الراحة سواء بالسفر أم بأخذ استراحات يومية بعيدة عن العمل كالتنزه في الطبيعة أو القراءة أو مقابلة صديق أو ممارسة التمارين الرياضة أو مجرد التحديق عبر النافذة.
وينبغي الاستمرار في نشر الأعمال عبر الإنترنت مع مراعاة آراء الآخرين وعدم تجاهلها، إذ إن الهدف من المشاركة في المقام الأول هو ملامسة القلوب ومحاكاة العقول، وليس تضييع وقت المتابعين في ما لا يفيد، فالشخص غير المكترث بآراء الآخرين يصبح مع مرور الوقت غير مرغوب فيه، فمن أراد متابعته عليه أولًا أن يكون جديرًا بالمتابعة، وعند التعرض للنقد السلبي يجب إعادة النظر إلى الأخطاء بوصفها فرصًا للتعلم، واستيعاب النقد والتعامل معه من خلال اتباع بعض السلوكيات البسيطة وعدم أخذ الأمور على محمل شخصي، فالجميع يتعرضون للانتقاد من العائلة والأصدقاء ومن أشخاص لا يعرفونهم.
الفكرة من كتاب انشر فنك: عشرة أساليب لتنشر ابداعك وتحقق الشهرة
في العصر الحالي أصبح الإنترنت جزءًا مهمًّا من الحياة اليومية، وبات الوسيلة المعتمدة من الكبار والصغار للتسلية والتعليم والعمل وخلافه، وانتشرت فئة من المؤثرين ورواد الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتهم والتعبير عن آرائهم في قضايا المجتمع، وساهم وجودهم على شبكات الإنترنت في تطوير أعمالهم وتسهيلها وكسبهم أرباحًا مادية طائلة.
واليوم من أراد أن يصبح مشهورًا ومؤثرًا في حياة الناس فعليه أن يكون موجودًا حيث يحتشدون للتفاعل، وليس هناك أفضل من مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق ذلك، لذا يأتي هذا الكتاب داعيًا الجميع إلى مشاركة أعمالهم مع الآخرين على شبكات الإنترنت ويشجع على الاستمرار في مشاركة المحتوى الإبداعي على الرغم من العقبات والإحباطات، ويوضح عدة أساليب للتسويق والتعامل مع الانتقادات بطريقة بناءة.
مؤلف كتاب انشر فنك: عشرة أساليب لتنشر ابداعك وتحقق الشهرة
أوستن كليون: فنان تشكيلي وكاتب أمريكي عُرضت أعماله في “وول ستريت جورنال” و”مورنينج إيديشن”، وتحدث في منظمات، مثل: (Pixar وGoogle وTEDx)، وغيرها.
أهم مؤلفاته:
اسرق مثل فنان: عشرة أشياء لم يخبرني بها أحد عن الإبداع.
لا تتوقف: 10 طرق لتظل مبدعًا في الأوقات الجيدة والسيئة.
معلومات عن المترجمة:
ملك اليمامة القاري: كاتبة ومترجمة سورية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وصدرت لها
مجموعة قصصية قصيرة بعنوان “تاء التأنيث الساخنة” عن دار الآن ناشرون وموزعون عام 2019م، وترجمت عديدًا من الكتب، من أبرزها:
القيادة بالسعادة.