البيئة الأوروبية

البيئة الأوروبية
كان النمو الثابت للسكان عاملًا مهمًّا في حدوث تطوُّرات في العصور الوسطى العليا، وتلك الزيادة التي أعقبت قرابة سبعمائة سنة من الركود نالت اهتمام الباحثين، وعلى الرغم من اختلافهم في تقدير أهميتها، فإنهم يتفقون في العديد من الأسباب التي أدت إليها، فبدايةً ظهرت في القرنين العاشر والحادي عشر مجموعة من الأدوات الجديدة في الزراعة أدَّت إلى فائض زراعي، وتم اختراع مصادر جديدة للطاقة كطواحين الهواء والماء، وساعد ما حدث خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر من استقرار سياسي انتشر في القارة بأكمله على حدوث ذلك، وأخيرًا ما حدث من توازن في مجال الأمراض، وأصبحت أوروبا معزولة عن الأمراض، لذا ارتفع تعداد سكانها، ففي بعض أرجاء فرنسا وصل النمو السكاني إلى 1% سنويًّا، وهي نسبة مرتفعة في مجتمع ما قبل العصر الحديث.

وكانت تأتي معظم الثروة في أوروبا من الأراضي الزراعية، ونتيجة لذلك فقد تحدَّدت لكلٍّ من الأرستقراطيين والعمال الزراعيين مهامهم، ولم يمتلك الفلاحون الأراضي التي يزرعونها، ولكن حدث تطوُّر في نظام الحيازة، عن طريق إعطاء حرية جزئية لعدد كبير من الفلاحين بإحدى الطريقتين؛ الأولى نقدًا عن طريق ما يتقاضونه مقابل بيعهم المواد الغذائية، فتُتاح لهم الفرصة لدفع البديل مقابل إعفائهم من خدمات العمل، وتتمثَّل الطريقة الثانية في الحصول على الحرية في التوسُّع الطبيعي للأراضي القابلة للزراعة، وقد تم ذلك خلال القرون من الحادي عشر إلى الثالث عشر، ووفر الناتج من المزارع الجديدة فائضًا غذائيًّا، وظن أغلب الباحثين أن المواد الغذائية وبخاصة الحبوب، كانت تزداد بمستويات كبيرة مع زيادة الاختراعات الزراعية، وظلَّت الكربوهيدرات هي المكوِّن الأساسي للطعام في أوروبا.
وساعدت تلك التطوُّرات في الاقتصاد الريفي إلى التسريع على نمو اقتصادي على هيئة مكاسب فردية واضحة، وأدى أيضًا إلى قيام ثروة حضارية حقيقية، ووصلت أوروبا في النصف الأول من القرن الثالث عشر إلى أزهى عصورها؛ فقد بدأ عهد طويل من السلام الدولي، وأًصبح للكنيسة نفوذ هائل، وبوجه عام كان ذلك العصر هو عصر الآمال الناهضة.
الفكرة من كتاب الموت الأسود
الموت الأسود أو الموت العظيم سلسلة من الطواعين الدُّملية والرئوية والتعفُّنية التي اجتاحت العالم الغربي، فقضت على ما يقرب من ربع سكانه إلى نصفهم، وكانت السبب في متغيِّرات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وتملَّك الناس خوف وحيرة من وباء يصعب تفسيره، ولا يتوافر علاج ناجع له.. من مداخل متعدِّدة تاريخية واجتماعية وفلسفية وطبية، يتناول هذا الكتاب موضوع الموت الأسود.
مؤلف كتاب الموت الأسود
روبرت ستيفن جوتفريد Robert Steven Gottfried: كاتب، وكان منشئ منازل أمريكيًّا ومطورًا ورجل أعمال عقاريًّا.
له العديد من المؤلفات، ومنها:
– Doctors and Medicine in medieval England.
– Bury st. Edmunds and the urban crisis.