البداية من تحسين الشعور بالذات

البداية من تحسين الشعور بالذات
يعاني أغلبنا شعورًا بالعجز أو الشك في النفس أو الإحساس بعدم الكفاية، أو ينظر إلى نفسه بنظرة دونية، وقد لا تتوقَّف هذه المشاعر عند هذا الحد، بل تتحوَّل وتتطوَّر لتأخذ منحى آخر فتصبح عاملًا مؤثرًا لتثبيط الإنسان وتأخُّره وإحساسه بالعجز والفشل وعدم الجدارة.

نفكر أحيانًا كثيرة في الحلول الممكنة حيال هذا الوضع، والأمر في الحقيقة ليس بالعسير، ويبدأ من إمعان النظر في النفس ومعرفة مداخلها ومخارجها، واستقراء مواطن القوة والضعف فيها، وتحديد المفيد من غير المفيد وما يصلح لها وما لا يصلح، أي أن البداية تبدأ بالذات قراءة وتحليلًا وفهمًا وعلمًا بالإيجابيات وتحدِّيًا للسلبيات.
والخطوة الأهم هنا هي خطوة تحسين الشعور بالذات، فبعد قراءتها يأتي دور “تقديرها”، وتقدير الذات أمر يمكن اكتسابه بتراكم الخبرات، ومن خلال التفاعلات الصغيرة مع الأسرة والمعلمين والأصدقاء والأشخاص الملهمين في حياتنا؛ وذلك من خلال بناء العلاقات المتوازنة التي يشعر معها الإنسان بقيمة ذاته وبالنجاح والكفاءة والأمان والموازنة بعيدًا عن التعالي والغرور لأن التكبر أو الغطرسة شعور عميق مقترن بالإحساس بعدم الأمان ومداراة هذا بالتقنُّع بقناع النرجسية والعجب.
لتأتي المكاشفة والمواجهة الواعية مع النفس كخطوة ثانية، حيث لا يمكن لأحد أن يتعرَّف على نفسه جيدًا أو أن يحدِّد ثغوره وأخطاءه من غير طول نظر في نفسه وأحوالها بانفتاح ومصارحة، أو من دون أن يكون منطلقه في هذا النية الإصلاحية مع تقبُّل الذات واحتوائها، وهذا ضروري جدًّا لتحقيق التغير والتصالح مع النفس والتقبل والتسامح وتجنُّب جلد الذات وتوبيخها على طول الخط، فاتباع هذه الخطوات يعد طريقة مثلى لبناء علاقة قوية بيننا وبين ذواتنا وإصلاحها وتقويمها وتحسين مشاعرنا تجاهها.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.