البحث عن مخرج!

البحث عن مخرج!
لا شك أننا نحن العرب نقبع في مستنقع عفِن من التخلُّف والتبعية والفرقة والتشتُّت، لدرجة أن صرنا مهدَّدين بالانهيار ما بين مطرقة قيودٍ خارجيةٍ قاسيةٍ وسندان تفكُّكٍ داخلي مهلهل، وفي ظل تلك الموجة العارمة من الطوفان التكنولوجي تتآكل الأهمية النسبية لمواردنا الطبيعية أمام إنجازات تكنولوجيا المعلومات المعاصرة، في حين نرى إسرائيل ذاك العدو اللدود تتربَّع وسط الكبار في الكون الرقمي اليوم، وتسيطر على قدر لا بأس به من سوق التكنولوجيا المتقدمة، حيث حققت طفرة في مجالات الصناعات الذكية والبرمجيات وتطوير الأسلحة وبرامج البحث العلمي.

فالدول العربية جائعة تكنولوجيًّا، وتستنكف حتى عن الاكتواء بالألم وهي تشاهد الجميع يركض نحو السيطرة على المستقبل، عبر تدشين العديد من التكتلات التكنولوجية العملاقة في مجالات المعلوماتية الحديثة، ونحن ارتضينا أن نُسجَن في قوقعة من البيروقراطية والمناهج العلمية البالية فصرنا أضعف من أن نساير التطوُّر البشري، بل وصل بنا الأمر إلى أن صرنا قابعين في استسلام واسترخاء لنتقمَّص دور فئران التجارب لقادة العالم التكنولوجي الجديد.
وإذا آن لنا أن نفزع للخروج من هذا المأزق الحضاري، يجب علينا أن نتخلَّص من تلك القيود التي شكَّلت عقبة أمام الانطلاق، فمن الناحية السياسية تُمارَس العديد من الضغوط من قادة النظام العالمي، ومن الناحية الاقتصادية ترزح العديد من الدول العربية تحت وطأة الديون وهلهلة هياكلها الاقتصادية، أما من الناحية التكنولوجية فهناك ضعف في البنية الأساسية لشبكات الاتصال ومزودي خدمات الإنترنت، وإذا تقاعست الحكومات عن القيام بمسؤولياتها، يبقى لنا أن نهمس في أذن الشباب العربي أن يستغلَّ مصادر التعلم الذاتي المتاحة على شبكة الإنترنت ليخلق مستقبله الخاص، فالوسائل والمنصات والأدوات التعليمية انتشرت بشكل كبير، وباتت أقرب من أي وقت مضى، ومع توافر الإرادة الفولاذية أصبح من السهل التسلُّح بأدوات المستقبل الرقمي القادم.
الفكرة من كتاب العرب وعصر المعلومات
لا يخفى على أحد اليوم مدى تردِّي الأحوال التي آلت إليها الدول العربية على جميع المستويات، وفي ظل مستقبل يرتكز بصورة أساسية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يصبح هذا الكتاب بمثابة ناقوس للخطر، استشرافًا للمستقبل العربي في ظل عصر التحولات والطوفان التكنولوجي القادم.
مؤلف كتاب العرب وعصر المعلومات
الدكتور نبيل علي: رائد معالجة اللغة العربية حاسوبيًّا وتعريب نظم المعلومات على المستويين العربي والعالمي، وحاصل على دكتوراه في هندسة الطيران، كما أن له أكثر من 15 دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أن له عدة كتب في مجال المعلوماتية منها: “اللغة العربية والحاسوب”، و”الثقافة العربية وعصر المعلومات”، و”تحديات عصر المعلومات”.