الانتصار في ملحمة “طبرق”
الانتصار في ملحمة “طبرق”
يحكي رومل أنه كان من المفترض زيادة حجم القوات الألمانية والإيطالية، حتى يمكن صد هجوم الإنجليز في برقة، ثم الهجوم على مصر والتقدم إلى العراق، لكن لم تفِ القيادة العليا بوعودها، وقد ازدادت قوة البريطانيين بفضل إمداداتهم، فاستولوا على حصن كابتزو في معركة “كروسيدر”، ثم بنغازي ومرسى البريقة، ليضطر رومل إلى التخلي عن حصار طبرق نهائيًّا، وظل ينسحب حتى مرسى البريقة.
وبرغم تمكنه من استرداد إجدابية وبرقة وبنغازي، فإن قواته دخلت في مرحلة صعبة للغاية نتيجة قلة الإمداد والتموين، وعدم اكتراث القيادة العليا الألمانية بأهمية العمليات في إفريقيا، لكن رومل كان يُدرك حتمية استمرار التقدم، لذا اندلعت معركة الغزالة التي أمر فيها قوات المحور بالهجوم على خط الغزالة، لكنها مُنيت بخسائر فادحة بسبب ظهور الدبابة الجرانت التي استُخدمت في تلك المعركة للمرة الأولى، إلا أنها استولت على “غوط الأوالب” و”بير حكيم” في معركة عنيفة وصفها رومل قائلًا: “ولم أشاهد في إفريقيا قتالًا بهذه الشدة”.
بعد ذلك، استولى على المنطقة المحيطة بـ”العضم”، ثم دارت معركة دبابات عنيفة للغاية فَقَدَ فيها البريطانيون نحو 120 دبابة في يوم واحد، وأجبرهم على الانسحاب إلى الحدود المصرية بعد خسائر فادحة للطرفين، ليوجه أنظاره فورًا نحو طبرق التي نجح أخيرًا في الاستيلاء عليها بعد قتال عنيف انتهى باستسلام قائد حامية طبرق، الجنرال كلوبر، وكان ذلك في الحادي والعشرين من يونيو 1942، وقد سمع رومل من الراديو ومن قيادة هتلر أنه تمت ترقيته إلى رتبة الفيلد مارشال بعد هذا الانتصار الضخم، وكان تعليقه على الترقية حينها: “وددت لو أعطاني فرقة أخرى بدلًا منها”.
الفكرة من كتاب مذكرات رومل
يعتبر إيروين رومل، الذي يُلقب بثعلب الصحراء، أحد أمهر القادة العسكريين في القرن العشرين وخصوصًا في حرب الصحراء ومعارك الدبابات، وكيف لا وهو الذي كانت قواته على بُعد أميال قليلة من الحدود الإسبانية بعد سقوط هولندا وبلجيكا وفرنسا تحت الاحتلال الألماني النازي، وهو الذي استطاع تحويل هزيمة حلفائه الإيطاليين إلى انتصار حاسم في ليبيا أجبر البريطانيين على التراجع حتى العلمين في مصر التي كاد يدخلها.
وبرغم النهاية غير السعيدة، فإن رومل كان شخصية تاريخية مثيرة، سواء من حيث ولاءه لهتلر أو من ناحية دهائه العسكري حتى في أحلك الظروف في شمال إفريقيا أو معركة النورماندي، ويعرض هذا الكتاب مذكرات الفيلد مارشال إيروين رومل في معاركه، وذكريات ابنه معه.
مؤلف كتاب مذكرات رومل
إيروين رومل، هو قائد عسكري ألماني نازي، حاصل على رتبة مشير خلال الحرب العالمية الثانية، وقد خاض معارك ذات أهمية شديدة أبرزها معركة العلمين في الصحراء الغربية بمصر أمام القوات البريطانية بقيادة “مونتجمري”، ومعركة ميدنين بتونس، ومعركة النورماندي.
معلومات عن المترجم:
أيمن محمد عادل: مؤلف وكاتب في المجال الطبي والنفسي، ومن أهم مؤلفاته: كتاب كيف تتغلب على القلق عند الطفل، وكتاب متاعب المعدة والجهاز الهضمي.