الاستهلاك والعمل المنزلي
الاستهلاك والعمل المنزلي
ارتبط ظهور ثقافة الاستهلاك في المجتمع الأمريكي بظواهر عدة، أهمها ظاهرة نقص العمالة، وكانت المرأة هي إحدى الوسائل المستخدمة لتعويض هذا النقص في العمالة، فكان لها الدور الأبرز في عمل رئيس يتعلق بكيان الأسرة في المنزل وخارجه، ومن ثم جاءت الاختراعات التقنية حلًّا للحاجة التي كان يعاني منها المجتمع والمرأة على وجه الخصوص.
وكان للحركات النسائية دور بارز في ارتباط قضايا المرأة بثقافة الاستهلاك، عندما بدأت نداءات الحرية تنتشر باعتبارها قيمة عليا من قيم المجتمع، ومن ثّم بدأت الحركات النسائية تدعو هي الأخرى إلى حرية المرأة وحقها في أن تكون لها حياتها الخاصة وفي الخروج إلى العمل، وحيث كان من الصعب تفريغ وقت للقيام بهذه الأشياء دون التخلص من عبء العمل المنزلي، أصبحت الاختراعات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من حياة المرأة، ولا يمكن لها الاستغناء عنه بحال، ومن ثّم ارتبطت ثقافة الاستهلاك بتحرر المرأة، وأصبح أحد الادعاءات الشهيرة التي توجد حتى الآن للترويج لثقافة الاستهلاك هو تخويف المرأة من الرجوع إلى ما كان عليه الحال من قبل.
كذلك كان لوسائل الإعلام، التي انتشرت بكثرة عقب الحرب العالمية الأولى لترويج المنتجات الجديدة في الأسواق التي نشأت حديثًا، دورٌ رئيس في انتشار هذه الثقافة الاستهلاكية، إذ كانت المرأة هي المشاهد والمستهلك المثالي المستهدف من هذه الإعلانات التي نجحت في تحقيق أهدافها.
الفكرة من كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
أن تملك أو لا تملك هو جوهر النزعة الاستهلاكية في أمريكا ومحرك الرأسمالية الغربية، إذ يعتمد 90% من قوة العمل الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأعمال التجارية التي تنتج السلع والخدمات الاستهلاكية، وهو ما يشكل معظم دخل البلاد والعمل بداخلها.
تصاحب هذه الثقافة الاستهلاكية حالة من عدم السعادة، نتيجة التطلع لما هو غير موجود، فنرى أشياء لم تكن للبيع من قبل صارت تباع، مع قلة في الأعمال الجادة، وتعزيز لنظام الفوارق بين الطبقات، وبيع ما يجلب المال بدلًا من بيع ما يحتوي قيمة حقيقية، واستهلاك دائم للطبيعة وسعي للتفوق عليها.
فما طبيعة هذه الثقافة الاستهلاكية؟ وما أسباب شيوعها؟ وما مدى تأثيرها في جوانب الحياة المختلفة؟ وهل يمكن التغلب عليها أم إنها أصبحت واقعًا لا مفر منه؟ يحاول الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات في مجموعة من المقالات لعدد من الكتاب تتضمن رؤية وتحليلًا لجوانب مختلفة في المجتمع تتعلق بهذه الثقافة الاستهلاكية.
مؤلف كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
روجر روزنبلات: أستاذ اللغة الإنجليزية والكتابة المتميز في جامعة ولاية نيويورك ستوني بروك / ساوثهامبتون، حصل على درجة الدكتوراه في الكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد، له مؤلفات ومسرحيات عدة، منها مسرحية “فري سبيس في أمريكا” التي صنفت واحدة من أفضل عشر مسرحيات لعام 1991 في التايمز.
معلومات عن المترجم:
ليلى عبد الرازق، أستاذة اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ترجمت العديد من الكتب العربية إلى اللغة الإنجليزية، من ضمنها كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان.