الاستنزاف النفسي
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/2020/06/25.jpg)
التسامح وتأثيره على صحتنا النفسية – الاستنزاف النفسي وازي نقاومه
حرب الاستنزاف … هو مفهوم استراتيجي بيعني أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو إلى الانهيار عن طريق القضاء على قدراته وامكاناته بالتدريج وبشكل مستمر إلى أن يتم استنفاذها ..
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
النوع دا من الحروب … الدول بتحاول اما تدخل في صراعات … تحمي نفسها منه …
وهو علي فكرة مش مقتصر على الدول .. الشركات والمؤسسات ممكن تتعرض ليه في صراعاتها المستمرة كمان …
انا بقى جاي النهاردة اتكلم عن النوع دا من الحروب بس على مستوى الأفراد…
احنا بنتعرض لحروب تستنزف قوتنا وطاقتنا … طوال الوقت وبشكل مستمر … وبدون وعي منا …
خليني اشرحلك ازاي:
هل خرب لك أحد الزملاء مشروع ما قبل كدا؟ … أو هل عندك تجربة صادمة، زي التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي من قبل شخص قريب منك … ع الاغلب اه .. انت اتعرضت لتجارب مشابهة
محدش فينا متعرضتش قبل كدا للإساءة …
بعد ما بنتعرض للإساءة … ممكن تسيطر علينا مشاعر الرغبة في الانتقام أو الغيظ من مصدر الاهانة … وممكن تمتلئ صدورنا بالغل والغضب … المشاعر دي ربما ترافقك طوال الوقت … ودا بيخلي صحتنا النفسية مستنزفة طوال الوقت
التمسك بالغضب والخوف والالم … ليه تاثير قوي على اجسادنا ، وبيسبب التوتر اللي بيأثر على انظمتنا النفسية، واللي بنعتمد عليها لصحتنا …
التمسك بالمشاعر السلبية هو عملية استنزاف كبيرة لطاقتنا النفسية … بتسرق مننا أوقات ثمينة ، وبيخطف أجمل لحظات حياتنا، واللي ممكن نغتنمها ونتمتع بيها دون إحساس بحسرة أو تأوه ورغبة انتقام.
ازاي نواجه الأزمات دي:
انت تقدر تنتصر في حرب الاستنزاف دي بطريقة واحدة .. هي التسامح …
التسامح يعني … اتخاذ قرار بالتغاضي عن الشعور بالاستياء … والتخلي عن الأفكار الانتقامية.
والمسامحة لا تعني أنك تنكر مسؤولية الشخص الآخر عن إيذائك … ولا تقلل أو تبرر خطأه تجاهك … ولكن تسامحه من أجلك أنت.
إننا نسامح لننعم بالحياة … بدل من النظر للفعل دا على أنه شيء تدين به للآخرين … فكر في التوتر اللي بيسببه غضبك وازاي هيكون التسامح محررا الغضب دا … فكر في الإجهاد اللي يسببه غضبك وازاي هيكون تحريره هو التسامح.
ازاي أقدر أحقق حالة التسامح؟
الخطوة الأولى هي إجتياز ألم الخسارة:
هل النوح أمر مفيد أم مضر؟
د سؤال شديد الأهمية، والإجابة اللي ربما تكون غريبة علي أسماع أغلبنا … هي أن النوح أمر مفيد وصحي جداً!
تكمن فائدة النوح في أنه نوع من “الإخراج النفسي” … إذ أنه يقوم بإخراج سموم المشاعر السلبية … قد يكون دا بالبكاء أو بالتعبير عن الغضب بصورة غير عنيفة وبدون تعدي على الآخرين.
المهم هو ان نخرج المشاعر الفاسدة … اللي لو احتجزت داخل النفس هتكون بمثابة “دم فاسد” فيتحول التجمع الدموي إلي بؤرة صديدية تسمم حياة الإنسان.
الخطوة الثانية هي إتخاذ القرار بالتسامح:
بعد اجتياز مراحل ألم الخسارة يصبح التسامح اسهل .. فهو مجرد قرار .. يمكن اتخاذه بالخطوات التالية:
١- بالتوقف عن التركيز على الجرح “الموقف” وعلى الشخص المتسبب فيه.
٢- بالتحول من الحياة في الماضي إلي الحياة في الحاضر.
٣- بالتوقف عن الحياة في دور الضحية.
٤- بالتخلي عن الرغبة في الانتقام والرغبة في حدوث شئ ضار للشخص اللي اذاك.
الختام
عملية التسامح تشبه التعامل مع الجروح … في فرق بين شفاء الجروح السطحية وشفاء الجروح العميقة
لذلك ان كان جرحك عميق وقدرتك على التسامح صعبة .. ف متيأسش … الجروح العميقة بتحتاج لوقت طويل ولخطوات ضرورية و”للتغيير” عليها أكثر من مرة
حلقة النهارده مبنية على كتاب “صحة العلاقات” – لأوسم وصفي
وبس كدا
سلام