الإسلام والمعاصرة
الإسلام والمعاصرة
لا يمكن الحديث عن معاصرة الإسلام بشكل عام لكن يمكننا أن نتحدث عن حكم معين منه هل هو معاصر أم لا؟ وهل ثمَّة حكم يتعارض صراحةً مع احتياجات المجتمعات الإنسانية وتطوُّرها؟ إن شهادة التوحيد هي ثورة حقيقية لتحرير الإنسان من الخضوع للآلهة الكاذبة التي كانت في صورة أصنام واليوم في صورة زعماء يظنون لأنفسهم الفضل في الرفاهية التي يتمتَّع بها الناس، ومبدأ تحرير الإنسان سيظل معاصرًا لا يتقادم.
وهناك قضية ثانية تبقى معاصرة: أن الإسلام يساوي بين الناس جميعًا، في حين صدر أول قانون ضد التفرقة العنصرية في أكثر الدول تقدمًا قبل سنوات قليلة، وما زال الكثير يعارضونه، وكان علماء الألمان في الأربعينيات يقدمون أدلة علمية تثبت عدم مساواة الناس! وما زالت التفرقة العنصرية مظهرًا يوميًّا في المجتمع المعاصر، فهل نقول إن المجتمع المعاصر قد تجاوز مسألة المساواة أم هو مجتمع ما زال متخلفًا عن قضية سبق إليها الإسلام قبل ١٤٠٠ سنة؟!
هناك أشياء لا بدَّ أن نعترف بعدم معاصرة الإسلام فيها، بل وندافع عن ذلك؛ فما يعرف بـ”ثقافة شرب الخمر” واعتبارها علامة على رقيِّ طبقة الإنسان تُظهر المسلم بربريًّا في المجتمع المعاصر، فإن الإنسان المعاصر يطوِّر من صناعة الخمر في الوقت نفسه يثبت بأدلة علمية أضرارها، ومن جانب آخر يرينا فشل محاولات منع الخمر في أمريكا والدول الاسكندنافية كيف سبقت أحكام الإسلام عصرنا، ويبدو أن العالم في هذه المسألة غير معاصر، وسؤال المعاصرة يعتمد في ما نعتقده في مفهوم الإنسانية والحضارة والتقدم.
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.