الأساطير والطبيعة
الأساطير والطبيعة
ومنها أسطورة الضفادع، إذ وقع الإله جوبيتر في حب إلهة الظلام لاتونا، وكانت جميلة جدًّا، وأنجبت منه توأمين أبولو (إله الشمس) وديانا (إلهة القمر)، وتسبَّب حب جوبيتر لها في غضب وغيرة زوجته جونو، التي كانت تطاردها بالعقاب، حملت لاتونا طفليها وأخذت تتنقل من مكان إلى مكان، وتواجه الكثير من الصعاب، فرأت مرة بركة ماء فأسرعت إليها لتروي ظمأها، فأحاطها أهل المكان ومنعوها من الشرب، فحدثتهم عن واجب إكرام الضيف والمسافر، ولكنهم سخروا منها وعكروا ماء البركة لتصبح غير صالحة للشرب، غضبت منهم وأنزلت بهم العقاب وقالت لهم إنهم لن يغادروا البركة للأبد، فتحوَّلوا إلى ضفادع، ولا يزال نسلهم يعيش في البرك ذات المياه العكرة.
ومنها الخزامى؛ إذ كان لملك إسبرطة ابن يسمى هواكنثوس، كان يحب الألعاب والرياضية، وكان أبولو يصاحبه في جميع رحلاته ويشاركه في ألعابه، وكان إله الريح الغربية زفيروس يحب هذا الابن ويبغي مرافقته، ولكنه كان يرفضه ويفضِّل أبولو، وفي يوم ما كان يلعب هواكنثوس وأبولو لعبة رمي الجلة بمهارة، فأثار ذلك غضب زفيروس، وحين جاء دور أبولو في الرمي أمسك بالكرة في الهواء وغيَّر اتجاهها نحو هواكنثوس فأصابت رأسه، ووقع على الأرض مغشيًّا عليه، وحاول أبولو بكل جهده إعادته إلى الحياة ولكنه لم يستطع، وحزن عليه حزنًا شديدًا، ووعده بأن يكون خالدًا، وأنه سيخرج من دمه زهرة يحبها الجميع فخرجت زهرة الخزامى.
ومنها عباد الشمس؛ فقد وقعت فتاة تُدعى كلوتي في حب إله الشمس أبولو، وكانت تعبِّر له عن حبها ولكنه كان يصدها ولا يهتم بها، أصبحت كلوتي ضعيفة وكل تفكيرها في محبوبها، ولا تهتم بطعامها وشرابها أو مظهرها، وبعد فترة قصيرة تُوفِّيت، وانغرست أعضاؤها في الأرض، وتحوَّل جسمها إلى جذع ورأسها إلى زهرة تتجه دائمًا إلى الشمس، في الصباح تتجه إلى الشرق وفي المساء إلى الغرب، أصبحت كلوتي زهرة عباد الشمس وفاء لمحبوبها أبولُّو إله الشمس.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.