اضطرابات مؤلمة
اضطرابات مؤلمة
عندما نشعر بالتهديد إزاء إظهار ذواتنا الحقيقية، ونخاف من رفض مشاعرنا ونرهب من العقاب؛ فإننا بهذا نسهم في قمع ذواتنا الحقيقية بينما يكون لديها رغبة فطرية وطاقة للتعبير! ونحن على الرغم من قمعها فإننا نتمنى أن نشعر بحيويتها وإبداعها، فيكون المخرج الوحيد سلوكًا وسواسيًّا سلبيًّا، ويجنح السلوك الوسواسي إلى أن يكون مؤذيًا للآخر أو مدمرًا لذواتنا، وهو غالبًا ما يحدث بشكل تلقائي وقاهر على الرغم من أننا نملك بعض القوة للتحكُّم به، وعندما نتصرَّف بشكل وسواسي قد نحصل على راحة مؤقتة ولكن فيما بعد سنشعر بمشاعر النقص والخجل.
وهذا السلوك القهري سواء كان إفراطًا في الكحول أو في الأكل أو في العمل يمكن أن يؤدي بنا إلى مشكلة التكرار القهري، وهو الذي يجعلنا نكرِّر المسببات التي تؤدي بنا إلى المشاكل، لأنه ينبعث من الصراع الداخلي الذي نحمله في اللاوعي! لذا فإن المخرج من كل هذا هو الإفصاح عن صدمتنا النفسية والتعبير عن مشاعر الألم بداخلنا لمن هم أهل للثقة، فإن الأمور التي نتشاركها مع الآخرين هي ذواتنا الحقيقية بكل ضعفها وقوتها، لأننا عندما نُصغي ونتشارك المصاب فسوف نبدأ بتطبيق مبادئ الرحمة والحب.
ومن الحالات التي تؤثر في قمع الطفل الداخلي اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يحدث هذا الاضطراب من خلال سلسلة من مظاهر الخوف والقلق والكآبة، ويُشير المرجع العلمي في الطب النفسي إلى أن هناك حالات ضرورية لا بد أن تكون موجودة للقول إن هذا الشخص يعاني اضطراب ما بعد الصدمة، مثل: وجود مستمر لمصدر ضغط نفسي يسهل التعرُّف عليه، أو عيش تجربة الصدمة النفسية مرارًا وتكرارًا، وقد يحدث ذلك عن طريق استمرار تذكّر الصدمة أو الكوابيس المتكررة، أو الاستنفار الزائد والخوف غير المبرَّر من الضغط النفسي، بحيث يظلُّ الشخص متأهبًا للخطر، أو تجنُّب الأعمال المرتبطة بالصدمة النفسية.
إن اضطراب ما بعد الصدمة يكون امتدادًا لقمع الذات، فعندما لا يكون مسموحًا للشخص بالتعبير عن صدماته النفسية يصبح مريضًا، ويُعدُّ علاج الطفل الداخلي مفيدًا في معالجة اضطراب ما بعد الصدمة.
الفكرة من كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
إن ذواتنا تستحق الدعم والاحترام، إننا بحاجة إلى أن نشعر بالتقبُّل والحب في كل وقت، فالحب علاج وشفاء لأنفسنا، وعندما يُشفى الطفل الذي بداخلنا ويتحرَّر، فإننا لن نخاف من الحب ولن نهرب منه، بل سنعيشه بكل ما فينا.
مؤلف كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
تشارلز ويتفيلد: هو طبيب أمريكي متخصص في مساعدة الناجين من صدمة الطفولة، وكذلك فهو مُعالِج من إدمان الكحول والاضطرابات ذات الصلة، وهو عضو مؤسس للرابطة الوطنية لأطفال مدمني الكحول، وعضو في الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بشأن إساءة معاملة الأطفال، كما أنه قام بالتدريس في جامعة روتجرز، ومن مؤلفاته:
الاعتماد، علاج حالة الإنسان.
الحدود والعلاقات.
الحقيقة حول المرض العقلي .
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومترجمة ومذيعة، صدر لها عدد من الكتب المؤلفة، ومنها: “العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة، و”أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة” (بالاشتراك).
ومن الكتب التي ترجمتها: “هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟” لمؤلفه: روزا باروسيو، و”7 شحصيات تسمم حياتك”، لمؤلفه: أندرو فولر (بالاشتراك).