اضطرابات سوء المزاج

 وكما ذكرنا من قبل أن ليس كل حزن اكتئابًا، وأن هناك العديد من الاضطرابات النفسية التي تشترك جميعها في إحداث تغيير مزاجي للشخص غير الاكتئاب، وأول هذه الاضطرابات هي الاضطراب الوجداني الثنائي القطب؛ وهو نقيض الاكتئاب حيث تظهر على الإنسان علامات الفرح الشديد والنشاط، وقلة الحاجة إلى النوم، والكلام الكثير، ومن هنا جاءت التسمية بثنائي القطب، ويأتي هذا المرض في صورة نوبات من الاكتئاب أو الهوس، وتنتهي النوبة عادةً خلال أيام أو أسابيع، ويعود الشخص طبيعيًّا تمامًا، وهناك أيضًا الاكتئاب الموسمي؛ ويحدث في مواسم معينة من السنة كالصيف والشتاء، وكما أن هناك أسبابًا بيولوجية تتسبَّب في حدوث هذا المرض، فهناك عوامل أخرى تتسبَّب في حدوثه مثل التفضيل الشخصي لموسم عن غيره، وارتباط موسم ما بذكرى معينة مؤلمة. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وهناك أيضًا عسر المزاج؛ وهو عبارة عن درجة من الحزن، يأخذ فترة طويلة _على الأقل سنتين_ لكنه لا يصل إلى درجة الاكتئاب في الشدة، ولهذا سُمِّي الاكتئاب الجزئي، وهناك أيضًا اكتئاب الحمل وما بعد الولادة، ومن أهم أسبابه التغيرات الهرمونية التي تحدث عند المرأة، وقد يصل الأمر أن تكون الأم خطرًا على الرضيع، ويتطلَّب الأمر أن نبعد كلًّا منهما عن الآخر، وهناك أيضًا كرب ما قبل الطمث؛ وهو مجموعة من الأعراض تحدث في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية لدى المرأة، ومن ضمن هذه الأعراض: العصبية وتقلُّب المزاج وزيادة الشهية، وبعض الآلام الجسدية مثل الصداع وآلام الظهر، وتنتهي هذه الأعراض عادةً مع بداية الدورة الشهرية، ويُصاب بهذا المرض نحو ثمانٍ بالمائة من النساء يؤثر في يومهن بشكل واضح.

ولا تنحصر مشكلة هذا المرض في أعراضه وتعطيله لحياة الإنسان، إنما يتعدَّى ذلك ليكون سببًا مباشرًا في حدوث بعض الأمراض البدنية خصوصًا إذا طالت مدة الاكتئاب، ومن هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، والسكري، وانخفاض المناعة، والجلطات الدماغية، ويعوق الاكتئاب بشكل كبير علاج هذه الأمراض، سواء برفض المكتئب علاج الاكتئاب أو علاج المرض البدني، ووُجِد أيضًا أن هناك ارتباطًا بين الاكتئاب وزيادة حالات الانتحار، فأكثر من 80 بالمائة من المنتحرين كانوا يعانون من الاكتئاب.

هناك مرض واحد عندما يُصاب به البشر يفقدهم جمال روحهم، ويوقف فكر عقولهم، إنه الاكتئاب، الثقب الأسود للنفس، لكن المشكلة أن الثقافة العامة لهذا المرض ليست كافية لمعرفته، ولا وضعه في مكانه الصحيح، ومن هنا يوضِّح الكتاب الفرق بين الحزن والاكتئاب، ومتى يتم تشخيص الاكتئاب، وما أسبابه المختلفة، وأخيرًا يعرض تفاصيل العلاج.

 محمد الشامي: استشاري الطب النفسي، تخرج في كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة 2002، وهو حاليًّا المدير الطبي لموقع شيزلونج، والمؤسس لقسم الطب النفسي بمستشفى سرطان الأطفال 75375، وحاصل على جائزة جامعة القاهرة البحثية.

ومن مؤلفاته هذا الكتاب الذي بين أيدينا فقط.