استكمال الخطة
استكمال الخطة
الجزء الثاني من الخطة العلاجية التي اعتمدها الطب الحيوي لعلاج أمراض الروماتيزم لا تتعلق بالغذاء كما الخطوات الثلاث السابقة، ففي الخطوة الرابعة يأتي العلاج بحمامات الماء، لكن هل تظن أن الاسترخاء وحده هو الهدف من حمامات الماء؟! الحقيقة إن تعرض الجسم للماء الساخن مدة عشرة إلى خمس عشرة دقيقة ثم الماء البارد لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق ثم حك الجسم بليفة جافة يقوم بتنشيط الغدة الكظرية والتي تنتج بدورها الكورتيزون، إذًا فهذا الإجراء من شأنه مد الجسم بمقدار حقنة من الكورتيزون مساوية لتأثير الكورتيزون الدوائي لكن بلا أضرار ولا مضاعفات سلبية.
وقيل قديمًا: “يخرج الروماتيزم من الجسم من خلال حدوث العرق”، فهنالك نوع آخر من الحمامات المائية يعتمد على رفع درجة حرارة الجسم إلى حد التعرُّق، ويكون ذلك عن طريق حمامات الرمل، حيث ينام المريض على بطنه ويدفن في الرمل عدا رأسه مدة خمس عشرة دقيقة، ثم يكرر ما سبق لكن بالنوم على ظهره، ثم يغطي جسده بمنشفة دافئة ويتبعها بحمام دافئ، وتكرر هذه العملية يوميًّا أو ثلاث مرات في الأسبوع، ولا ننسى أن حمامات الرمل هي وسيلة مساعدة وليست علاجًا نهائيًّا.
أما الخطوة الخامسة فنستحضر الراحة الجسمانية والنفسية للمريض، بحيث يحصل على كفايته من النوم مساءً، ويحظى بنحو ساعتين من الاسترخاء بعد الظهيرة، إضافةً إلى السلام النفسي المرافق للإيمان والرضا والتفاؤل، أما الخطوة السادسة فيأتي دور الأنشطة الرياضية، فهي ركن لا يمكن إغفاله مع غالبية أمراض العظام والمفاصل، لكنها تحتاج إلى ضبط من المختصين بما يتناسب مع حالة كل فرد الصحية ودرجة المرض لديه، وعمومًا فلدينا عدة أمثلة لنشاطات تتناسب مع الجميع باختلاف ظروفهم كالمشي وتحديدًا المشي على الخشب لتقوية المشية، كذلك المساج الذي يعمل على تليين حركة المفصل وزيادة تدفق الدم لجلد المنطقة المعنية؛ فتتفتح المسام وتزول الرواسب وتخرج عن طريق الجلد باعتباره أكبر عضو للإخراج.
بعد الخطوات الرئيسة السابقة نشير إلى وجود علاجات مساندة أخرى يلجأ إليها بعض المرضى في عيادات العلاج الطبيعي كالإبر الصينية والعلاج بالحرارة ومصابيح الأشعة تحت الحمراء.
الفكرة من كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
يسلك الطب الكلاسيكي منهاجًا يقوم على العقار الكيميائي والمشرط الجراحي، لكنه لم يفلح في مداواة كثير من أمراض العصر، مما استدعى ظهور مدرسة طبية حديثة تعتنق مسلكًا مختلفًا كل الاختلاف عن نظيرها الحالي أطلق عليها: مدرسة الطب البيولوجي أو الحيوي، حيث تنظر إلى الأمراض على أنها من صنع الإنسان؛ نتيجة عاداته الخاطئة وسلوكياته المدمرة للطبيعة السليمة، لذا فإن عملية التشفي تعتمد بصورة أساسية على عودة الأشياء إلى حالتها الطبيعية بطرق خالية من التدخل الصناعي، وفي ذلك ما قاله الطبيب اليوناني أبقراط: “ليكن غذاؤك دواءك، وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه”.
وفي هذا الكتاب جاء المؤلف يستعرض مذهبه المستحدث في أوروبا كونه طبيبًا بشريًّا ومختصًّا في الطب الحيوي معًا، لذا فهو من خيرة المتحدثين بلغة العلم، مقدمًا بذلك بارقة أمل للذين أشقاهم مرض الروماتيزم دون جدوى من العلاج.
مؤلف كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
د. أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، ومختص في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها: “دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية”، و”الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر”، و”هل تعاني من ألم الظهر؟”، و”خطر يهدد صحتنا اسمه: ارتفاع الكوليسترول”.