اختيار الأفكار ثم تنفيذها
اختيار الأفكار ثم تنفيذها
وصلنا إلى المرحلة الثالثة، وهي اختيار الأفكار، وتقع على كاهل صناع القرار أو العملاء أو الذي سيتحمَّل التكلفة، ويكمن تعقيدها في تدخُّل المشاعر والعواطف عند تقييم الأفكار، ولهذا نصحنا بإشراك صناع القرار منذ البداية وتخلية العملية المنهجية من أي مشاعر، فيتم عرض المادة كما وضحنا بطريقة سهلة ومفهومة واستعراض جميع الأفكار وتلقِّي التقييمات والملاحظات والعمل على التطوير للوصول إلى الصورة النهائية.
تقديم الدعوة للحضور في تلك الجلسات يكون مزيجًا من الكفاءة والمعرفة، وتبدأ الجلسة بالترحيب والمقدمة التعريفية بالمشروع، ثم فترة التقييم وبعدها عرض نتائجه على شكل قائمة مرتَّبة لضمان الشفافية، ثم الحصول على التقييم النهائي للعمل والمجهود المبذول من الفرق والتوصيات إن وجدت.
وأخيرًا وصلنا إلى عملية التنفيذ، إذ يجب أولًا وضع خطة لكيفية التنفيذ، ثم اختيار الأشخاص أصحاب الكفاءة، ثم وضع جدول زمني محدد لانتهاء العمل، ثم توفير المال اللازم، وتعود حساسية هذه المرحلة إلى خطورة التكلفة التي تتحملها في حالة الخسارة أو الفشل، فبعد كل هذا المجهود والضغط ووصول الوقت المتاح إلى نهايته أنت لا تريد أن تتحمَّل تكلفة مالية أخرى ناتجة عن سوء التنفيذ، ولهذا يشترك أفضل الأشخاص من الناحية التنفيذية والفنية فقط في هذه المرحلة.
وحتى يتمكَّن هؤلاء الأشخاص من تنفيذ الفكرة بحذافيرها وبالشكل المطلوب يجب أن توضح لهم في وصف وتصور دقيق كل التفاصيل الفنية المطلوب تنفيذها، وقم بتحديد أولوياتك وركز عليها لتتمتع بالمرونة عند التعامل مع الأخطاء والأزمات التي ستظهر عند التنفيذ، وسيساعدك بالتأكيد الحصول على المزيد من الدعم من أفراد فريقك إذا كنتم على علاقة جيدة أثناء التعرض لعوائق مفاجئة.
الفكرة من كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
إذا تعرَّضت لمشكلة ما وكان يجب عليك أو على فريقك أن تجدوا الحل في وقت محدد وإلا كانت الخسارة مكلفة، فكيف تتصرف؟ وإذا كان الحل يتطلَّب وجود فكرة جديدة لمعالجة المشكلة، هل ستعتمد على الطريقة القديمة وتنتظر الإلهام أو المجهود الفردي العشوائي وتتحمَّل تكلفة عدم ظهوره في الوقت المناسب أو انخفاض جودة الفكرة؟
الإلهام -مثلما قال الفيلسوف الألماني ماكس فيبر- ليس بديلًا عن العمل الجاد، ففي كتابنا ذا سنتعلم كيف يمكن أن نولِّد الأفكار الجديدة بطريقة منهجية، ونضمن عدم خرق الجدول الزمني وملاءمتها لمعايير الجودة.
مؤلف كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
ناديا شنتزلر: رائدة في مَجالِ الإنتاج الصناعي للأفكارِ، كانت تعمل صحفية مدرسية، والآن تمتلكُ شركة استِشارِية خاصة بها، تُقدِّمُ من خلالها بعض الخَدَمات للأفرادِ والمؤسَّساتِ لتُساعدهم على النمو والتتغير إلى الأفضل.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، له العديد من الكتب المترجمة في مجالات الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة أبرزها: “البدايات.. ١٤ مليار عام من تطوُّر الكون”، و”أخلاقيات الرأسمالية”، و”البدايات”، عمل بمؤسسة هنداوي من ٢٠١٢ إلى ٢٠١٩ في وظيفة مراجع أول ضمن فريق ضمان جودة الترجمة بالمؤسسة.