إياك أن تطارد السعادة
إياك أن تطارد السعادة
قد تعني السعادة أن نحصل على ما نريد، فعندما نرغب في سيارة أو منزل أو سفر أو منصب أو نجاح فإننا نحصل عليها، وإن لم يحدث فنحن هكذا تعساء، لكن الحقيقة أن هناك مبدأ يرى أنه في اللحظة التي يعي فيها المرء أنه سعيد فهو غير سعيد، تمامًا كاللّحظة التي يرى فيها شخص أنه متواضع فهو حينها يكون غير متواضع، ومن هنا نعلم أن السعادة ليست من الأمور التي يجب أن نسعى في طلبها، وإذا حدث وطلبناها فبالتأكيد ستفلت منّا.
والمرء بعادته ينتقل في حياته من متعة إلى أخرى ليشعر بالسعادة، وفي كل خطواته توجد “الأنا” التي تبتغي المزيد من السعادة وبجانب ذلك يزداد الخوف من الفقد والألم، والحل هنا أن تنتهي تلك “الأنا” ويتخطاها الذهن فيتحرر منها، لتأتي السعادة التي لا يطلبها المرء ولا يقلق بشأنها، وهناك كذلك الأمان الذي نقلق كثيرًا بفقدانه، ويشمل الأمان النفسي والاجتماعي والمادي، لكن ما يجب فعله في الحقيقة هو أن نتوقف عن السعي إلى أمور ليست بأيدينا ولا تكمن تحت سيطرتنا، كالسعادة والأمان، فنحن بطبيعتنا البشرية نسعى إلى ما لا نهاية، ونتشبث بما نتهرب به من مخاوفنا.
إنك حينما تبحث في داخلك، وتتفكر في ما ترغب به وما تفتقده مثل الحصول على وظيفة جيدة أو المال أو علاقة المجتمع بك، فعادةً ما يغلب عليك الشعور بالسخط والقلق، وللتغلب على ذلك السخط يجب أن نفهم السبب الجذري له الذي يتمثل في عدم الرضا، والركض الدائم دون الاستمتاع باللحظة الحالية والإمكانات الموجودة.
الفكرة من كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
إننا نعيش هذه الحياة بكامل لحظاتها المتنوعة بين السعادة والبؤس، والأمان والخوف، والسلام والحروب، فنرى أن البؤس منتشرٌ أكثر، والقلق هو آفة العصر بأكمله نتيجة لنظام عالمي جعل الإنسان قلقًا بشأن كل شيء تقريبًا، ماضيه وحاضره وبشكل خاص مستقبله، لكن ما الحل إذًا؟ هل يكمن في محاولة فهم الحياة أم تقبلها كما هي؟
في الحقيقة، قد تصعب الإجابة على ذلك السؤال، لكن قد نصل إلى أننا البشر قد تفننا في اختلاق مهارب عديدة من مآسينا، ثم غرقنا في فخ المقارنات ومحاولة السيطرة على كل شيء تقريبًا، وهذا ما جعل الكاتب يتوصل إلى حلٍّ ما، حل مرتبط للغاية بفهم الذات.. فكيف يكون ذلك؟
مؤلف كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
جدو كريشنامورتي (1895- 1986)، فيلسوف وكاتب هندي، هدف في كتاباته ومحاضراته إلى البحث في العقل والعلاقات والمجتمع، وارتباط التغيير بين المجتمع والفرد، وقد استطاع التأثير في ملايين الأشخاص في رحلاته حول العالم، كما ألّف نحو خمسة وسبعين كتابًا، وسبعمئة شريط صوتي، وبيعت أكثر من أربعة ملايين نسخة من كتبه، ومن أهم مؤلفاته:
يقظة الفطنة.
الحرية الأولى والأخيرة.
التحرر من المعلوم.
معلومات عن المترجم:
ديمتري أفييرينوس، كاتب ومترجم يوناني من أم سورية، مما أكسبه قدرة على اكتساب اللغة العربية وترجمة العديد من الكتب والمؤلفات إليها، كما أنه عمل باحثًا في العلوم اليونانية والتعرف على الأديان.