إلى عالم الكبار
إلى عالم الكبار
في فترة البلوغ يشعر الفتى أو الفتاة بتقلُّبات كثيرة وجديدة، منها: تغيُّرات أجسادهم، ومشاعر الحب، والخيالات والأحلام الجنسية، وكل ذلك يصيبهم بالاضطراب، ويتساءل المراهقون: هل التفكير في الجنس يجعلهم أشخاصًا سيئين، ويقلقون ما إذا كان أحد سيحبهم حقًّا، أو يعجب بهم، لذا يكون المراهقون بحاجة إلى مساعدة والديهم، وعلى الوالدين أن يطمئنوا أبناءهم المراهقين أن تلك المشاعر طبيعية وليست سيئة، ويشرحوا لهم من ناحية علمية ما يحدث في أجسادهم في طور البلوغ ووظائف أعضائهم، ويعلِّموهم القواعد الاجتماعية والدينية ناحية العلاقات الجنسية، وحين يعلم المراهق أن ما يمر به طبيعي يكون أكثر اطمئنانًا واستقرارًا، وأكثر قدرة على ضبط أفكاره وسلوكه.
وفي تلك الفترة كذلك يقلق المراهقون بسبب صراعات المسؤولية والاعتماد على النفس والنضج، وهم الآن يُطلَب منهم ويُتوقَّع منهم أكثر من ذي قبل، فيجد المراهق نفسه قلقًا حول ما إذا كان سيحسن التصرف في موقف ما، أو إذا كان يبدو بشكل مناسب، وإذا كان حديثه لبقًا، ويقلق حول أهدافه واختيار مجال دراسته والقرارات المتعلقة بمستقبله، فهو ينظر إلى كل تلك الأمور المجهولة برهبة، ولا يمكن إزالة كل تلك المخاوف بطبيعة الحال، ولكن يمكن أن نساعدهم بأن نطمئنهم ونبث فيهم الثقة، ومدى نجاحهم في المستقبل يعتمد على إيمانهم بأنفسهم وبقدراتهم، والثقة التي استمدوها من ثقة ذويهم ومن حولهم بهم، ومن الحكمة أن نرشد المراهق باهتمام حقيقي وعطف، ولكن دون تدخل مفرط، وندع له الفرصة ليقرر ويجرب بنفسه، وهو مطمئن لدعمنا وثقتنا فيه.
الفكرة من كتاب مخاوف الأطفال
إن أغلب الاضطرابات النفسية قد يكون مردُّها إلى فقدان الطفل الشعور بالأمن، وليس ذلك في الأطفال وحسب، بل وحتى اضطرابات البالغين، وقد نقلِّل من شأن مخاوف الأطفال لصغرها في أعيننا، وقد نمر بأزمة كبيرة ونتجاهل الطفل ظنًّا منا أنه لا يفهم ما يحدث، وقد نسعد بهدوء الطفل دون أن نعلم أن من خلف ذلك الهدوء شبحًا كامنًا في أعماقه.
الخوف من فقد الحب، ومن الوحدة، ومن الظلام، ومن النمو والنضج، وقد لا تتصوَّر أنهم يخافون من أول يوم لهم في هذا العالم، ويكبرون وتكبر مخاوفهم، وما لم يتم احتواؤها فإنها تصبح عائقًا أمام نموِّهم العاطفي والعقلي وحتى الجسدي بشكل صحي، فالتحرُّر من المخاوف هو ما يدفع الطفل لاكتشاف قدراته وتجربتها، فينمو بشكل صحي، فكيف نحمي أطفالنا من الخوف، ليكبروا بنفوس آمنة مطمئنة؟
مؤلف كتاب مخاوف الأطفال
هيلين روس: مارست العلاج النفسي وكانت تدير معهدًا للتحليل النفسي في أمريكا.
معلومات عن المترجم:
الدكتور السيد محمد خيري: حاصل على الدكتوراه في علم النفس، ورئيس سابق لقسم الدراسات النفسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، ثم عميدًا للكلية، وهو صاحب كتاب “الإحصاء النفسي”.