إشارات حمراء
إشارات حمراء
طريق العمل ليس مُيسرًا لك طوال الوقت، بل هناك عوائق قد تنهي حياة هذا المشروع ما لم تلتفت إليها وتعمل على حلها سريعًا بشكل عملي، ومن إنذارات فشل العمل: انخفاض المبيعات على الرغم من نمو السوق، وانصراف العملاء عن شراء المنتجات وكثرة شكاواهم وعدم الاهتمام بهم، وارتفاع المصروفات وانخفاض الأرباح، والعجز عن سداد الضرائب المستحقة، وزيادة المخزون الراكد، وشك العاملين بالمشروع وكثرة شكاواهم، ووصول العاملين متأخرين وانصرافهم مبكرين، ونجاح المشروع يتوقف عليك أنت فقط، وإنتاج منتجات تقليدية قديمة، وزيادة المبيعات دون زيادة الأرباح، والإفراط في نفقات الرواتب والمكافآت والنفقات غير المهمة، كل هذه إشارات حمراء للفشل وبيدك حلها بخلاف المنافسة الشرسة والأوضاع الاقتصادية من حولك.
بعد هذه الإشارات عليك أن تتخذ وقفة تصحِّح بها مسار عملك في اتجاه البوصلة الصحيح، ومنها: أولًا احتفظ بأفضل العاملين لديك وقدِّم لهم دورات ومحاضرات مجانية تقوِّي قدراتهم، ورفع روحهم المعنوية، وتدريبهم على التكنولوجيا الجديدة، وربط المكافآت بالإنتاج الفعلي، وشاركهم في خطواتك الناجحة والفاشلة، وشجِّعهم على الابتكار والمخاطرة، وادفع لهم بقدر ما يستحقُّون، ثانيًا افتح أسواقًا جديدة لا يلتفت إليها كبار تجار السوق، ثالثًا ضع خطة للاحتفاظ بالعملاء الحاليين، فهذا أقل تكلفة لك من سعيك للعملاء الجدد، رابعًا اتحد مع المشروعات المكملة لأنشطتك كي تضيف ميزة إلى منتجاتك وهي التكاملية، خامسًا اهتم بالعلاقات العامة فهي أفضل من الدعاية والإعلانات، سادسًا كوِّن شبكة علاقات بنفسك، وأخيرًا خفِّض نفقات مشروعك من خلال تخفيض رواتب العاملين بنسب، وقلِّل نفقات الشراء، وحدِّد النفقات غير المهمة واستغن عنها كليةً.
أما إنذارات تخلِّيك عن القيم الأخلاقية الإسلامية في العمل فهي أشد، لذا عليك بهذه القيم في عملك مثل الصدق، والوفاء، والأمانة، والبيان والشفافية، والعدل، والسماحة، وقصد منفعة الغير، وذلك عن طريق نية صاحب المشروع في العمل وإنتاجه ومكسبه، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للتشجيع على التجارة المباركة: “البيعان بالخيار ما لم يتفرَّقا؛ فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما”.
الفكرة من كتاب البوصلة.. كيف تدير حياتك العملية والمهنية
حين تنتهي فترة الدراسة في حياة المرء تبدأ بوصلة حياته في التغير تمامًا وتنصبُّ حول اتجاه واحد، ألا وهو إيجاد عمل مناسب، لكن يتزعزع فكره مع كل فرصة عمل ويبدأ بالحيرة وسؤال من حوله وكل شخص يتخذ من تجربته رأيًا عامًّا صحيحًا من وجهة نظر واحدة فقط، لكن هو لا يفهم على أي مبدأ يختار عمله؟ وفي أي اتجاه يجب أن يعمل؟ هل يعمل ما يحب لكنه لن يكتفي به ماديًّا؟ أم يعمل ليكسب ربحًا ماديًّا فحسب؟ وهل لا يوجد في سوق العمل كله ما يجيد عمله؟ ما هذه الحيرة! لا تعرف ماذا تريد؟ ربما لن تجد جوابًا وافيًا لك لكن لا بد من مصارحة نفسك بأن عليك العمل، لذا يناقش هذا الكتاب لماذا تعمل؟ وماذا عليك أن تعمل؟ وكيف تكون ناجحًا في عملك.
مؤلف كتاب البوصلة.. كيف تدير حياتك العملية والمهنية
محمد فتحي: خبير التنمية البشرية والتطوير الإداري، وكاتب، وله مؤلفات أخرى منها: “إدارة البيوت والأزمات المنزلية”.