أين أنتِ من صراع الواقع؟
أين أنتِ من صراع الواقع؟
في كل مرحلة عمرية للفتاة تسأل نفسها: من أنا؟ لماذا أنا هنا؟ ما دوري؟ هل أنا مسلمة حقًّا؟ كثير من الأسئلة دون إجابات وافية تتحوَّل إلى شعور بالتيه طوال الوقت، معركة المرأة كبيرة وحِملها للمسؤولية -إن علمتها- أكبر فهي في سباق كالرجال في معركتهم لنُصرة الإسلام بالتضحية والبذل.
وقد تساوركِ بعض الشكوك مثل: ما قدر أهمية دوري؟ إذا حدث مثل هذا عودي إلى قصص الصحابيات وأمهات المؤمنين كيف كانت أدوارهن وبذلهنَّ في الدين ستُدركين قدرك، وسترين ذلك حين تجدين الاستماتة من الغرب في نزع ثوابت المرأة وتشويه فكرها وتحريف دينِك، فأنتِ أسرة بأكملها لستِ راعية فحسب، بل مُربية، أي تغرسين القيم وتُحسنين سلوكًا وتقوِّمينَ خطأً، وظيفتُكِ هذه ثغر لا يفقهه الرجال، وضياعك ضياع فرد فأسرة فجيل كامل فمجتمع مهدوم مشوَّه بلا هوية أو عقيدة ثابتة.
فأولى الخطوات أن تعتزِّي بدينِك وبقيمتِك كفتاة مسلمة من قلب وعقل، فاعلمي غايتك وحدِّدي أهدافك ثم اكتبي خطواتك واحدة تلو الأخرى، مُردِّدةً على أذنكِ وعقلكِ أن الوقت كالسيف إن لم تقطعيه قطعَكِ فأحسني استغلاله قبل فوات الأوان، ثم تسلَّحي بالعلم والإيمان والثقة بأن دينَكِ هو خير خريطة لحياتِكِ، وأن الإيمان بالله وقضائه وقدره خيره وشره هو أقوى من كل صدد حولَكِ يُضعفُكِ.
ولا يفزُّ المؤمنون إلا بمجاهدة أهوائهم وشهوات الدنيا، وشهوات المرأة كثيرة وأكثر إغراءً من ذي قبل، فإن لم يكن معكِ أسلحتك لمواجهة ذلك سقطتِ في شهوة تصدر الجمال ونزع حجابك الساتر والعلاقات غير الشرعية، ستلاحقك الموضة في كل مكان وأدوات الزينة وستضعفين، لكن بأسلحتك سيكون ضعفك هو مصدر قوَّتك ستعلمين أن لكل مقامٍ مقالًا، وأن زينة المرأة في بيتها أجل وأعظم وأحفظ لها.
الفكرة من كتاب إِليكِ أنتِ
حين اخترع البشر دواء للمرض كان بسبب اكتشافهم وجود داء فبحثوا عن الداء وأصله وكيف يمتد ولمن، حتى يكون للدواء أثر شافٍ، وكذلك عِلل المجتمع- بل الأمة الإسلامية كَكُل منذ قديم الزمان- وتحاصره عدة أمراض غربية تنخر في قواه، ومن أهداف هذه الأمراض نزع هوية الأمة وهزيمتها، وإذا أردت أن تنتزع أصل كل بيت فخُذ مكان سيدته، لذا كانت المرأة المسلمة وستظل هي المستهدفة لكل عِلل ونزاعات الغرب حولها، مما آل إلى ظهور الفساد الخُلقي وتخلف المرأة عن دورها الأصلي وضياعها، حتى أصبح الانحراف الحديث إحدى سماتها الشخصية.
مؤلف كتاب إِليكِ أنتِ
د. ليلى حمدان: كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، فلسطينية، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والكتابة، عملت في مجال الدعوة في الغرب وعلى الإنترنت، وهي كاتبة بموقع تبيان، وقد صدر لها عدة كُتب منها:
نجوم على الطريق.
أمريكا التي رأيت.
المختصر في الملاحم والفتن.