أولويات الدعوة
أولويات الدعوة
إن القرآن بكونه رسالة رب العالمين الخاتمة على نبيه المُختار (صلى الله عليه وسلم) لهو المنهج وهو المؤثر بشهادة التاريخ، فما أسلم معظم من أسلم منذ فجر الإسلام إلا بعد أن سمع شيئًا من القرآن، حتى مشركي العرب كالوليد بن المغيرة سمعوه وأُعجبوا به، وقال الوليد فيه مقولته الشهيرة ثم لم يقدر إلا أن يستجيب لدعوى الجاهلية فيطعن فيه “والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، ومغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته!”.
هذا هو مدار الرسالة والدعوة “القرآن الكريم”، والحركة التي تُسمي نفسها حركة إسلامية لا تنطلق من محكمات القرآن والسنة ولا تتحرك بين الناس بهما لتغير فيهم وتدعو إلى الله على هدى وبصيرة وتستبدل بهما هوى النفس وحظوظ الدنيا ثم تتعجَّب من انعدام تأثيرها وفاعليتها لا شك أنها بحاجة إلى مراجعة أهدافها وغاياتها من جديد، إذ إن للدعوة أولويات على الحركات الإسلامية أن تراعيها ما دامت قد اتخذت من الدين مرجعًا لها وتصدَّرت لتجديده وإحيائه في نفوس المجتمعات.
ومن أولى أولوياتها الدعوة الخُلقية بالمعنى التعبُّدي الشامل للأخلاق، فبقاء قدر من التدين في المجتمعات ضامن لإحيائها من جديد بخطابات دعوية تمسُّ الفطرة والعاطفة وتزيل الرَّان عن القلوب، فالخطابات الدينية البسيطة القريبة من الشعب تصنع رصيدًا لديهم تجاه تلك الحركات التي جدَّدت فيهم تلك المعاني.
الفكرة من كتاب البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
“إن مفتاح العمل الدعوي الإسلامي رهين أولًا وقبل كل شيء بتحقيق إسلاميته في نفسه! أي إنه لا بدَّ من مراجعة التصورات والمفاهيم والمناهج وسائر الوسائل التي تتبنَّاها هذه الجماعة أو تلك، أو يعرضها هذا المفكر أو ذاك كمشروع لتجديد الدين وإقامته في المجتمع”.
في عرض تفصيلي تحليلي مكثَّف يعرض الكاتب في هذا الكتاب القضية الإسلامية السياسية ليفحصها من جذورها، ويتدرَّج بالقارئ شيئًا فشيئًا، فيضع النتائج أمامه واضحة بيِّنة متوافقة مع الواقع ليجعله يتساءل متى التطبيق؟!
مؤلف كتاب البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، كان عضوًا برابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وخطيب جمعة وواعظ بعدد لجوامع مدينة مكناس.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
كاشف الأحزان ومسالح الأمان، والدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج، وبلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق.