أهمية أن يكتب الأفريقي بلغته
أهمية أن يكتب الأفريقي بلغته
إن اللغة شأنها الاتصال والثقافة، فالاتصال يخلق الثقافة والثقافة وسيلة اتصال، فاللغة تحمل الثقافة، والثقافة من خلال المروي والأدب بخاصة، تنقل الجسم الرئيس للقيم التي ندرك بها أنفسنا ومكاننا في العالم، والكيفية التي يدرك فيها الناس أنفسهم تؤثر في الكيفية التي ينظر بها الناس إلى ثقافتهم، وإلى سياستهم، وإلى الإنتاج الاجتماعي للثروة، وإلى مطلق علاقتهم بالطبيعة والكائنات الأخرى، وهكذا لا تنفصل اللغة عنهم باعتبارهم جماعة بشرية ذات شكل وشخصية معينين، وتاريخ معين، أو علاقة معينة مع العالم.
لاحظنا فيما سبق من الحديث عن الكونيالية أنَّ المُقاربة مُختلفة، حيث تمَّ النظر إلى الحقائق الأفريقية، كما هي، متأثرة بالصراع الكبير بين قوَّتين متضادَّتين في أفريقيا اليوم: قوَّة التراث الاستعماري من ناحية، وقوة التراث المُقاوم من الناحية الأخرى.
يدعو نغوجي واثيونغو إلى أهمية أن يكتب الأفريقي بلغته، كي يؤدوا للغاتهم ما أداه سبنسر وملتون وشكسبير للغة الإنجليزية، ويعترف نغوجي أن تلك الخطوة هي خطوة ضرورية أولى، لن تجلب بذاتها انبعاث الثقافة الأفريقية، وستظل بحاجة إلى أن يحمل هذا الأدب محتوى نضال الشعب الأفريقي ضد الاستعمار لتحرير قواهم المنتجة من التحكم الأجنبي.
وبحثًا عن الصلة الوثقى فإنَّ البحث عن منظور تحرُّري يرى فيه الكتاب الأفارقة أنفسهم بوضوح، من حيث العلاقة مع أنفسهم ومع الآخرين في الكون، هو أمر من الأهمية بمكان، وهناك صلة بما يتعلق بكتابة الأدب، وتدريس هذا الأدب في المدارس والجامعات، وبالمناهج النقدية، وما دام الأدب موجودًا في أفريقيا والعالم، فمن الضروري أن يهتم الأديب الأفريقي بما يُقدمه إلى الطفل الأفريقي، وبأية طريقة يُقدَّم هذا الأدب.
الفكرة من كتاب تصفية استعمار العقل
إنَّ قضية اللغة من أهم القضايا المحورية التي تمسُّ الشعوب وسياساتها وثقافاتها وآدابها، وعن قضية اللغة في الأدب الأفريقي يتحدَّث الكاتب الكيني نغوجي واثيونغو، فمن المثير أن تقرأ كتابًا عن التجربة الأفريقية في الكتابة الإبداعية، وهنا نرى أهمية الترجمة في نقل مختلف العلوم والآداب إلى اللغة العربية.
مؤلف كتاب تصفية استعمار العقل
نغوجي واثيونغو Ngũgĩ wa Thiong’o: روائي ومسرحي وكاتب قصص قصيرة من كينيا، ولد في 5 يناير عام 1938م، كان يومًا رئيس قسم الأدب بجامعة نيروبي، وقضى فترة اعتقال دون محاكمة في سجن مشدَّد الحراسة في كينيا.
من أعماله: “لا تبكِ أيها الطفل”، و”حبة حنطة”، و”بتلات الدم”، و”شيطان على الصليب”، حصل على جائزة لوتس للأدب، وجائزة بارك كيونغ ني، ورُشِّح أكثر من مرة لجائزة نوبل في الآداب.