أنواع الأسر وأثرها في نشأة المراهق

أنواع الأسر وأثرها في نشأة المراهق
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وصلاحه يرتبط بصلاحها، فكل العلاقات الأساسية في الحياة تنشأ لأول مرة داخل الأسرة ومنها الانطلاقة لكل العلاقات المستقبلية، ومن أنواع الأسر التي تؤثر في المراهق: الأسرة النابذة، وهي التي يشعر الابن فيها بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه ولا يشعر بالاهتمام والعناية، ويجد سيطرة قاسية من الأبوين أو أحدهما، وربما يظهر الحقد تجاههما، وعادةً ما يكون الطفل الناشئ في مثل هذه الأسرة لا يشعر بالأمن في البيت، ويميل سلوكه إلى العدوانية ويكون مصحوبًا بأعراض مثل الكذب والشرود والقسوة، وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأبوين ينبذان الطفل، أهمها قلة الوعي وعدم النضج الانفعالي، والتكيف السيئ للحياة الزوجية.

وعكس الأسرة النابذة الأسرة القابلة الراضية، وفيها يحتل المراهق منزلة مهمة حيث ينشأ محاطًا بالعواطف والرعاية والمعاملة الحسنة، وهناك الأسرة المستبدَّة (الأوتوقراطية) حيث سيطرة الأبوين على المراهق والإنابة عنه في قراراته، وهي أسرة تحب الابن وتهتمُّ به لكنها تحب أن يطيعها طاعة تامًة، وقد تتحوَّل هذه الطاعة فيه إلى خضوع وضعف في الشخصية، والأطفال في هذه الأسرة سلوكهم هادئ ومهذبون، لكن من السهل انقيادهم إلى الضلال من قبل أصحاب السوء، نتيجة ضعف شخصيتهم وعدم تعوُّدهم على الاعتماد على النفس، وغالبًا ما يكون الأب في تلك الأسرة قد نشأ في أسرة مستبدة فيعامل أولاده كما كان يُعامل.
ثم تأتي الأسرة الشورية التي تحترم آداب الاختلاف، وتتمتَّع بروح التعاون والصداقة فيما بينها، حيث يتعلم فيها الأبناء المناقشة وحرية الرأي والاعتماد على النفس، وتحمل نتائج أخطائهم، وهناك الأسرة المسرفة التي تبالغ في الاهتمام والعناية بالأبناء والتساهل معهم، فهي لا ترغب في تقبُّل تغيُّرات نموِّهم والتعامل بما يناسبها، فتعاملهم دون مراعاةٍ لمراحلهم العمرية، فتنشأ لدى الأبناء صفة التهرُّب من المسؤولية وشعور عدم الجدارة في التصرف والخوف من التقدم في النمو.
الفكرة من كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
إن المراهقة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، إذ تكتمل فيها شخصيته فضلًا عن كونها مرحلة اكتشاف وانفتاح وعطاء، ويعد الهدف من التربية جعل المتربي إنسانًا ناضجًا حرًّا مسئولًا وأهلًا لاتخاذ قراراته..
يتناول هذا الكتاب المعايير والمهارات التي تساعد الوالدين على رفع كفاءتهما وفاعليتهما في تربية الأبناء والتعامل معهم، حيث يستعرض بصورة مبسطة أهم الأدوات والمهارات التي تساعد على إنشاء إنسان ناضج ومتزن فكريًّا ونفسيًّا، كما يتناول مرحلة المراهقة وأهم المشكلات والتناقضات التي يمر بها المراهقون خلال مرحلة النمو ومدى معاناتهم منها، وكيف تتعامل معهم الأسرة وكيفية توجيههم بالطرق الصحيحة لبناء أسرة فعالة.
مؤلف كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
مصطفى أبو سعد: مدرب ومحاضر مغربي الجنسية، حصل على الماجستير في الإرشاد النفسي والدكتوراه في الإرشاد التربوي من جامعة تولوز الفرنسية، يعمل استشاريًّا تربويًّا وموجهًا نفسيًّا، له العديد من اللقاءات في البرامج الإعلامية والإذاعية، وقدم العديد من الدورات من أهمها: دورة إعداد المرشد الأسري (العلاقات الزواجية – العلاقات مع الأبناء)، وفن التعامل مع حاجيات الطفل، وفن التعامل مع الأطفال المرضى.
له العديد من الكتب في مجالات تربية الأبناء، منها:
المراهقون المزعجون.
مهارات الحياة الوجدانية.
الحاجات النفسية للطفل.
استراتيجيات التربية الإيجابية.