أسباب الخلاف والتباعد بين الزوجين

أسباب الخلاف والتباعد بين الزوجين
إن انحسار المشاعر بعد الزواج يعود إلى عدة أسباب، منها أن الرجل صياد بطبعه ولا يكتفي بامرأة واحدة، أو لأن المخ بعد الزواج يكون قد حقق هدفه من الحب الرومانسي، فينخفض مستوى هرمون الدوبامين وتنتج علاقة حب أكثر هدوءًا واستمرارية، وقد يترافق انخفاض الدوبامين مع انخفاض في مستوى هرمون السيروتونين | Serotonin، مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات كالوسواس القهري والقلق. وتوجد عدة أسباب أخرى تقتل الحب بين الزوجين، من أهمها اللوم وتوجيه الاتهامات، وانعدام التقدير، والاستهزاء بمشاعر الآخر، ويُعد الصمت دليلًا على أن أحد الشريكين توقف عن تكريس طاقته للعمل على إنجاح العلاقة، وقرر أن الأمر لم يعد يستحق عناء المحاولة، مما يزيد الفجوة بين الطرفين.

ويمكن أن يحدث التصادم بين الزوجين بسبب اختلاف الخلفية التربوية لكل منهما، التي تُنتج شخصًا اجتماعيًّا منفتحًا يُفضل المواجهة والتعبير عن مشاعره، أو انطوائيًّا ينعزل عند حدوث المشكلات ويتجنب النقاش، أو شخصًا منطقيًّا واقعيًّا، أو حالمًا عاطفيًّا، ويحدث الخلاف عندما يلتقي زوجان من عالمين مختلفين لا يتفهم كل منهما طبيعة الآخر، إلى أن يحاول أحدهما أن يخطو خطوات نحو معالجة الوضع وإيجاد حلول ترضي الطرفين.
ويُعد الزواج أكثر مؤسسة تتحمل عُقد الماضي والاحتياجات غير المُحققة، إذ إن الفتاة التي عانت غياب الأب تفتقر إلى الأمان وغالبًا ستسعى إلى أن تتزوج رجلًا يأخذ دور أبيها، كما أن فِكر المرأة -خصوصًا في المجتمعات العربية- مُغلف بكثير من المحرمات والتصورات الخاطئة في ما يخص الحياة الجنسية، ومع انتشار أفكار كالشرف والعار والختان، تصدق الفتيات أنهن مجرد جسد خُلق لتلبية حاجات الرجل، في حين يشجع المجتمع الرجل على التعامل مع جسده بحرية، ويُكافئه على ابتكار وسائل لجذب المرأة إليه، ويظلم المجتمع العربي الرجل أيضًا، إذ يُحرم الطفلُ الذكرُ البكاءَ أو إظهارَ مشاعره، ويكبر ويدخل في حالة من جمود المشاعر قد تسبب له مشكلات زوجية في ما بعد.
في الواقع، تلك الأنماط من التفكير زُرعت داخل أدمغة الرجال والنساء دون وعي منهم، وشكلت سلوكياتهم واختياراتهم المستقبلية، ومع ذلك لا تُعد عُقد الماضي ومشكلات الطفولة قَدَرًا محتومًا على الإنسان، إذ يمكن تقليل تأثيرها في العلاقة بدلًا من رفضها ومهاجمتها ومحاولة إيجاد حلول تخدم طبيعة الطرفين للوصول إلى زواج سعيد.
الفكرة من كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
إن رحلة الزواج رحلة عظيمة تستلزم اتباع التعقل والصبر أمام المشكلات التي تواجه الزوجين، والتي تنتج غالبًا عن الاختلافات بين طبيعتيهما البيولوجية والسيكولوجية، واليوم تفتقر معظم العلاقات العاطفية إلى أبسط مبادئ التفاهم بين الطرفين، مما يجعلها سببًا للتنغيص والغم، ويصبح دوامها لمدة طويلة أمرًا صعبًا جدًّا، وجميعنا نطمح إلى إقامة علاقات سوية تجعلنا نؤمن بأنفسنا والطرف الآخر، ويُعد هذا الكتاب مُرشدًا للحصول على علاقة زوجية سعيدة مستقرة، إذ يقدم تفسيرات منطقية مبنية على أساس علمي لاختلاف طريقة تفكير وسلوك الرجل والمرأة في العلاقات العاطفية، ويوضح كيفية التواصل الفعَّال بينهما، ما يمنح العلاقة قدرًا أكبر من التفهم والرضا.
مؤلف كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
هشام الجمل: عمل في مجال التنمية البشرية لمدة تقارب الـ20 عامًا، وحصل على شهادة معتمدة في توجيه العلاقات الإنسانية، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Quest، واحدة من أعرق وأهم شركات التدريب في مصر.