أسئلة لا بد منها قبل أن ترتجل

أسئلة لا بد منها قبل أن ترتجل
قبل أن نعرف كيف نرتجل نحتاج إلى الوقوف على عدة أمور: ما الارتجال؟ إنه فن التواصل، وهو مفهوم مركب في ذاته إذ يُعد أسلوبًا كما يُعد أداة، ويعتبر عملية لنقل الخبرات كما يعتبر نهجًا أو نظامًا للتواصل، ومن الجيد أنه يمكن تعلم الارتجال إذ لا يقتصر على كونه موهبة، بل هو علم وفن في نفس الوقت بحيث يمكن استغلال موهبة الارتجال وتطويرها أو تعلُّمها لمن لا يجيدها، وهو ما نفعله في هذا الكتاب.

يأخذنا الحديث إلى تساؤل مهم: ما أهمية الارتجال ولماذا نرتجل؟ تتعدَّد فوائد الارتجال بين نواحٍ مختلفة لعلَّ من أبرزها اكتساب القدرة على حل المشكلات وكسر الأنماط التقليدية والتغلب على صعوبات وتحديات المناقشات والآراء المختلفة، أو بالأحرى القدرة على إدارة المجموعات والفِرق بشكل فعَّال بما يحقِّق الأهداف المرجوة، وبالإضافة إلى ذلك يُدخل الارتجال نوعًا من المرح إن صاحبه أسلوب يظهر منه التخفيف اللائق من شدة النقاش ويشجِّع الأفراد على إظهار عفويتهم دون تصنُّع أو تزييف. يظهر من ذلك أن للارتجال دورًا لا يُستهان به في التخطيط الجيد ورفع الكفاءة وفهم الآخرين سواء داخل بيئة العمل أو خارجها، إذ لا يقتصر الارتجال على اجتماعات مهنية أو ندوات فكرية، بل نحتاج إليه في كل أيامنا.
ويتطلَّب منا الارتجال استعدادًا خاصًّا وشروطًا بعينها، بيد أنه حالة ذهنية تختلف عن أي حوار مألوف أو عادي، بل لا بد من فتح آفاق العقل والفكر والروح أمام الإبداع، وأن تحافظ على إدراك اللحظة الراهنة والانغماس فيها أثناء الارتجال بحيث تمنح الآخرين كل اهتمامك إلى درجة تجعلهم يقولون: “كأن ليس في العالم غيرنا!” من شدة انتباهك وصفاء ذهنك معهم.
الفكرة من كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
لا تخلو الحياة من الحاجة إلى الارتجال سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، فكل ما نريد إيصاله إلى الآخرين يتم بالارتجال وكل نقاش أو اجتماع أو عرض لمشكلة يتم بالارتجال أيضًا، لذلك لا مفرَّ من الاهتمام بشأن الارتجال وتعلُّمه وتطويره حتى يكون التواصل فعَّالًا وإيجابيًّا ومثمرًا ويحقِّق الأهداف، ويستعرض الكتاب مفهوم الارتجال وأهميته وأسسه ومبادئه وأساليبه وغير ذلك من قضاياه.
مؤلف كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
روبرت لوي Robert Lowe رائد ومدرب أمريكي متقاعد في فن الارتجال، ومؤسس “Improvisation Incorporated” وكان من أكبر المدربين فيها، كما عمل أستاذًا جامعيًّا ومستشارًا في مجال الإدارة، ولعب عدة أدوار وشغل مناصب مختلفة.
ومن مؤلفاته: “Consumer Law and Practice” ،”Public Schools in Hard Times : The Great Depression and Recent Years”.
معلومات عن المترجم
عبد الإله الملّاح باحث ومترجم سوري، وُلد عام 1940م بحلب لأسرة عريقة، التحق بالجامعة الأمريكية بحلب ودرس فيها الإنجليزية ثم عمل صحفيًّا، منحته مدينة بوسطن الأمريكية مواطنة شرفية ومفتاح المدينة الفضي تكريمًا له وُعدَّ سفيرًا للنوايا الحسنة.
من ترجماته: تاريخ هيرودوت، محاضرات نوبل، والبعد الرابع للحرب.