أدوات المؤذي
أدوات المؤذي
يمارس المؤذي العديد من أساليب الإيذاء مع الضحية؛ منها الإسقاط؛ بمعنى إسقاط خصائصه النفسية وعيوبه على الآخر، تحقيقًا لمقولة “اللي فيا أجيبه فيك”، إلى أن يصدق أكاذيبه تلك، ويبني معاملاته على هذا الأساس؛ ليتحرَّر من اللوم الذاتي، بحجة قيام الجميع بنفس أفعاله؛ فهو يكذب لأن من حوله يكذبون، ويخونهم لأنهم لا يستحقون، ويظهر هذا في الزواج بصورة كبيرة حيث يسقط المؤذي أنانيته على زوجته، فتصبح هي الأنانية، ويغرقها بالانتقادات والأحكام بكونها قبيحة أو سطحية، إلى أن تصدق ادعاءاته هذه، ولا تقوى على الدفاع عن نفسها، ولا عجب أن تبدأ في كراهية ذاتها، ويصبح في ذهنها هاجس “ما الذي يمكن أن تحصل عليه قبيحة ناقصة مثلي أفضل مما هي فيه مع رجل مثله!؟”
وأيضًا يلقي المؤذي دائمًا اللوم على الآخرين عند حدوث أي مشكلة، للهروب من أي مسؤولية، فمثلًا كل مشكلات أبنائه من وجهة نظره سببها تقصير والدتهم في تربيتهم، بينما هو غارق في العمل، فيردد دائمًا جملة: “هذه هي تربيتك”، وإذا لم يجد طرفًا آخر يلقي عليه الخطأ، رمى خطأه على أي شيء إلا نفسه؛ كالقدر، والظروف السياسية، والحظ، والأبراج. أو يجعلك تشكِّين في قدراتك الذهنية وسلامتك النفسية، فمثلًا غيرتك من وجهة نظره نوع من الوسواس غير المنطقي، وتساؤلك عن برنامجه اليومي نوع من الهوس، فيصبح هو معيارك للإدراك، أما عقلك وحواسك فلا فائدة لهما.
ويلعب باحترافية أيضًا دور الشهيد، فيظهر بمظهر المضحي المعطاء، ويزرع في زوجته كونه الزوج المحترق من أجل بيته وأسرته وطلبات زوجته التي لا تنتهي، ويتخذ من كل هذا مبررًا لغضبه، ونقده على الدوام، أو مبررًا لنزواته وعلاقاته خارج الزواج، فهو ببساطة “صاحب الاحتياجات التي لا تتمكن زوجته من إشباعها”، فلا يمكن أبدًا اكتشاف الحقيقة مع المؤذي والنرجسي، وكل المناقشات المنطقية تبوء بالفشل، وهذا ما يسبِّب الإحباط لكل من يسعى للإصلاح أو تحسين العلاقة، ويبدأ وينتهي الحوار دائمًا معه حول مواقفه ومشاكله وتجاربه، ومع مرور الوقت ستجدين نفسك مجرد تابعة له ومتفرجة.
الفكرة من كتاب أحببت وغْدًا.. التعافي من العلاقات المؤذية
تبدأ العلاقات المؤذية حينما يريد المرء الهروب من ذاته وممن حوله، وأكثر الناس اقترافًا لأخطاء الاختيار هم أولئك الذين ينتظرون بشغف، ويترقَّبون بتلهُّف، فيقدم الكاتب روشتة نفسية ليست مقتصرة فقط على العلاج، بل أيضًا تتطرق إلى طبيعة العلاقات المؤذية، وطرق التعافي منها، في محاولة لفهم أوسع، وإخراج الضحايا من دائرة الوهم، ومنحهم زاوية جديدة لرؤية الوغد المؤذي.
مؤلف كتاب أحببت وغْدًا.. التعافي من العلاقات المؤذية
الدكتور عماد رشاد عثمان: طبيب بشري من مواليد الإسكندرية عام 1986 ميلاديًّا، كاتب وباحث ملتحق بدرجة ماجستير أمراض المخ والأعصاب، والطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، له العديد من المؤلفات، ومنها:
رواية اقتحام.
أبي الذي أكره.