مرحلة الإلهام
مرحلة الإلهام
توليد أكبر كم ممكن من الأفكار هو هدف مرحلة الإلهام، دون الاهتمام بنوعيتها، وتقوم على عدة مفاهيم أساسية كالارتجال والسرعة مع الحفاظ على المتعة وروح الفكاهة، وتنحية حاسة النقد جانبًا، فلا نحكم على الأفكار أو تفكِّر فيها مرتين حتى، بل نقبل بها أيًّا كان مستوى غرابتها، وينصح دائمًا بتخصيص وقت دوري للتدريب على تلك المفاهيم بهدف إتقانها.
هناك عدة أدوات لمساعدتنا على التفكير في مرحلة الإلهام، مثل أسلوب الارتباط والتحرُّك بين الأفكار، فنبدأ بفكرة وننتقل منها إلى أخرى مرادفة لها، أو أسلوب التشابه والتناظر، فنبحث عن مثال واقعي مشابه لمشكلتنا ونجرِّد فكرة حلها، وطبعًا أسلوب العصف الذهني، وكذلك أسلوب التفكير بكل الاحتمالات مهما كانت ضئيلة وعدم ترك شيء للمصادفة، وأحيانًا يمكننا العودة إلى الوراء عندما نصل إلى باب مغلق.
إضافةً إلى أنه يمكننا الاستفادة من الارتباط العشوائي الذي يحدث فجأة بين أمر نكون مشغولين بالتفكير فيه وحل يهبط من السماء أمامنا ونحن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، ولهذا من المفيد التركيز على المؤثرات، وتسجيل الأفكار الأولية باستمرار للحفاظ عليها، وقد نغيِّر زاوية تفكيرنا لتتغيَّر معها نظرتنا إلى المشكلة، ولنتخيَّل على سبيل التحفيز ما الفارق الذي ستحدثه الفكرة عند تطبيقها بالمقارنة بين حال المشكلة قبل وبعد.
ولكل مرحلة من الإبداع سماتها، فيجب عليك في مرحلة الإلهام التحلِّي بالشجاعة والجرأة في طرح الأفكار، وحافظ على تفاؤلك وتقبُّلك لجميع الأفكار وتجنُّب الرفض أو النقد وحتى الاختيار المبكر، واطرح دائمًا الأسئلة لإثارة ذهنك.
الفكرة من كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
عندما نواجه مشكلة يتوجَّب علينا حلها، نسمع دائمًا عبارات من قبيل: “فكِّر خارج الصندوق”، “كن مبدعًا”، “اذهب حيث يخشى الناس أن يذهبوا”، وكلها تحاول تحفيز نزعة التفكير الإبداعي لدينا، وكأن الأفكار وحي يهبط من السماء دون مجهود، ألسنا نتخيَّل الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنةً بالآخرين؟
على عكس الشائع تمامًا، يتطلَّب الإبداع مجهودات كبيرة، وعلى الأشخاص المبدعين دفع الثمن، فالأفكار الإبداعية في نهاية سلم، نصعد عليه درجة درجة، فما تلك الدرجات التي تمثِّل مراحل عملية الإبداع؟ كيف نتحلَّى بالسمات اللازمة لكل مرحلة؟ هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟ وما الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟
مؤلف كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
جيف بيتي: خبير بريطاني رائد في مجال التدريس، عمل مستشارًا في أكثر من 500 كلية ومدرسة، أمضى 28 عامًا في التدريس والتدريب، شارك في عدة مؤتمرات عالمية، ولذلك يتمتَّع بسمعة كبيرة، ومن أهم كتبه:
التدريس اليوم.
التدريس القائم على الأدلة.
معلومات عن المترجم:
سامي تيسير سلمان: تخرَّج في كلية الإدارة الصناعية، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يال البريطانية، وقدَّم العديد من الدورات والموضوعات والمقالات في مجالات الإدارة المختلفة، وله عدد من الكتب المترجمة، مثل:
كيف تنمِّي قدرتك على حل المشاكل.
كيف تنمِّي قدرتك على تحفيز الآخرين