اللعبة المنتصرة
اللعبة المنتصرة
هناك القليل من المنتجات التي حقَّقت نجاحًا فلكيًّا في مدة قصيرة، فبالتوازي مع التقدم التكنولوجي المتجسِّد في انتشار الأجهزة الذكية والتطبيقات المعلوماتية، برزت سوق الألعاب الإلكترونية كأحد أبرز الأسواق الجديدة والتي تفوَّقت على العديد من منتجات العالم التقليدي، وبفضل نمو وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التفاعلية، تحقِّق ألعاب الفيديو الآن المليارات سنويًّا، فعلى سبيل المثال: تمكَّنت لعبة (Fortnite) من جني صافي أرباح قُدر بــ2.4 مليار دولار، كما تعدَّى عدد مستخدمي لعبة (PUBG) حاجز الـ400 مليون، وأصبحت في مقدمة الألعاب التي يجري تنزيلها في أكثر من 100 دولة، وكذلك لعبة (بوكيمون غو) التي أضافت 7.5 مليار دولار للقيمة السوقية لشركة Nintendo نينتيدو اليابانية منتجة اللعبة خلال يومين فقط!
مما يجعل الأمر ليس مجرد نزوة سرعان ما يخبو وهجها، فالألعاب الإلكترونية اليوم -رغم تسفيه البعض من شأنها- تعدُّ من أبرز ملامح العولمة الرقمية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من الثقافة الشعبية اليوم، فهي وُجِدت لتبقى وتستمر، ومن الأمور المثيرة اليوم هو ذلك التفاعل الحاصل بين تلك الألعاب الرقمية والمستخدمين، حيث أتاحت لهم التحكُّم في وسيط رقمي لم يكونوا يملكون من قبل سوى مشاهدته، ومع تطوُّر تقنيات الواقع الافتراضي المعزَّز لا شك أن سوق الألعاب تلك ستغزو المزيد من الأسواق يومًا بعد يوم.
مما سبق نستنتج أن قطاع الألعاب الإلكترونية يعد منجم ذهب مستقبليًّا لرواد الأعمال، فمن المعلوم أنه يتم إنتاجها ليس فقط من قبل الشركات العملاقة، وإنما أيضًا من قبل الشركات المكونة من أفراد أو فرق صغيرة، لذا يمكن أن تكون طوق نجاة للعديد من الحكومات لإنقاذها من الركود الاقتصادي، وقد تنجح تلك الدول في تحقيق تقدم اقتصادي إن استثمرت بشكل جيد في هذا القطاع، كما يمكن أن تنتهج توجهًا حديثًا في هذه الصناعة يقضي بتطويع الألعاب الإلكترونية في خدمة القطاعات الأخرى والحياة اليومية للمستخدمين، دون حصر هذه الألعاب بمفهوم التسلية فقط.
الفكرة من كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
يشهد التاريخ بأن البشرية مرَّت بعدة ثورات متعاقبة كان آخرها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي أحدثت القطيعة مع كل ما هو قديم، وأصبح من الواضح جدًّا أننا لا يمكننا تحمُّل تكاليف تفويت الاستفادة من الفرص التي خلقتها تلك الثورة الرقمية، ومن هنا كان هذا الكتاب بمثابة ببليوغرافيا للمستقبل وتحوُّلاته المرتقبة ودليل لاقتحام آفاقٍ جديدة.
مؤلف كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
فرانك كيلش (Frank Kelsch): هو خبير ومبرمج نظم ورجل استراتيجيات معلوماتية، قدم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 مع والديه عندما كان صبيًّا، ويعدُّ الآن من خبراء صناعة الحوسبة والاتصالات، كما قام ببناء وتنظيم أكبر شبكة حاسب في أمريكا الشمالية، واستعانت به كبريات المؤسسات كمستشار وخبير استراتيجيات وتنظيم، وهو محاضر ومتحدِّث دائم في المؤتمرات والمنتديات العامة بصفة منتظمة حول مستقبليات صناعة الحوسبة، من مؤلفاته “ثورة الإنفوميديا الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟”.