البعث والجزاء
البعث والجزاء
أكثر القرآن الكريم الحديث عن الدار الآخرة، وحسابها الدقيق ونعيمها المقيم وعذابها الدائم، وأكد للبشر أن حياتهم فوق التراب فترة قصيرة، وأن استغراقهم في الأحزان والأفراح خدعة كبيرة، وأن المسلك الوحيد الرشيد هو الإيمان بالله واليوم الآخر.
من أهم أسباب التخلف الشائن الذي أزرى بأمتنا هو التفريق بين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة، وأن القرآن الكريم وازن بين الدنيا والآخرة، كما جاء التهديد بإفناء الأجيال الفاشلة والمجيء بأشرف منها في مواطن كثيرة من الكتاب العزيز.
وفي سياق الحديث عن اليوم الآخر، يأتي المؤلِّف بتفسير موضوعي لسورة الواقعة، وهو موطن جمال وتميُّز لهذا الكتاب، حيث ذكر الملامح العامة للسورة، وعقب على ذلك، ثمَّ فسر السورة تفسيرًا تحليليًّا، وبيَّن ما جاء فيها من أحداث الآخرة، يقول الكاتب في تفسير أول السورة: «وبغتة تقوم الساعة، ويخرس صوت الإلحاد، ويتبدد صداه ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾، إن الإنسان بطبعه مجادل، عنيد، ولكن ما عساه يقول وقد وقع الهول؟ لقد جفَّت حلوق الأفاكين فما يقدرون على لغو!».
الفكرة من كتاب المحاور الخمسة للقرآن
القرآن الكريم كتاب يُعرِّف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحوِّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب.
عندما يسأل المسلمون: هل لله وحي يهدي العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! وستأتي الدلالة على تلك الإجابة، دلالة تاريخية موجزة، ودلالة موضوعية سوف يبسط الحديث فيها، وهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب المحاور الخمسة للقرآن
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة.
من أبرز مؤلفاته: «عقيدة المسلم»، و«فقه السيرة»، و«كيف تفهم الإسلام»، و«سر تأخر العرب والمسلمين».