دراسة التاريخ فريضة
دراسة التاريخ فريضة
دراسة التاريخ فريضة دينية، كما أنَّها فريضة إنسانية أيضًا، بل هي ضرورة بقاء، من باب الحرص على صون الحياة وتبليغ الرسالة، وقد لاحظ المؤلف أن علم التاريخ الذي وصل إلينا منقوص في مساحته المكانية، مهمل في سرده وربطه بين الأسباب والنتائج، متدني الرتبة بين العلوم الأخرى، والمثال على ذلك؛ جهلنا بإخوان العقيدة في شرقي آسيا وجنوبها وشمالها ووسطها، وفي شتّى بقاع العالم.
وليس الإسلام برنامج حزب سياسي يتولى السلطة فيفشل أو ينجح، إنه قبل ذلك وبعده دين ينهض على أصول بينة، وصراط يسير المرء فيه عارفًا كيف يعاشر القريب والبعيد، والعدو والصديق، ومن الثمار المريرة للأغلاط الكبيرة في التاريخ والتي شملت مساحة مؤسفة من التاريخ؛ أن هذه الأغلاط كانت أشبه بالقذى في تيار كاسح، فشُعب الإسلام السبعون مضت بالحياة الإنسانية تجدِّدها وتسدِّدها، وإذا كانت بعض الشُعب الإدارية والسياسية قد نال منها العطب، فقد خففت بقية الشعب الأضرار، وزودت المركبة بالقوة التي تستأنف بها المسير.
الفكرة من كتاب المحاور الخمسة للقرآن
القرآن الكريم كتاب يُعرِّف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحوِّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب.
عندما يسأل المسلمون: هل لله وحي يهدي العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! وستأتي الدلالة على تلك الإجابة، دلالة تاريخية موجزة، ودلالة موضوعية سوف يبسط الحديث فيها، وهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب المحاور الخمسة للقرآن
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة.
من أبرز مؤلفاته: «عقيدة المسلم»، و«فقه السيرة»، و«كيف تفهم الإسلام»، و«سر تأخر العرب والمسلمين».