القراءة السريعة توضيح وبيان
القراءة السريعة توضيح وبيان
لا شك أن استغلال الوقت إنما هو استغلال للحياة، فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ
والمتهاون في ذلك متهاون في شيء عظيم، ولهذا فقد يغيب عن القارئ كيفية استثمار وقته في القراءة، وذلك بكل بساطة عن إتقانه وسرعته للقراءة، فكفاءة القارئ تُقاس بأمرين، يتمثل أولهما في سرعة القراءة مع صحتها، والأمر الآخر فهو مدى استيعاب المقروء، ولذلك فتعلم مهارات وطرق القراءة السريعة أمر في غاية الأهمية حقًّا.
وقبل الحديث عن أساليب القراءة السريعة يحسن بنا الإشارة إلى بعض الأشياء المهمة، وعلى رأسها أن السرعة متغيرة من كتاب إلى آخر بحسب محتواه وأسلوبه، فمثلًا لن يكون الوقت الذي ستقضيه لقراءة كتاب مثل “الداء والدواء” لابن القيم هو نفسه مثل الذي ستقضيه في قراءة رواية “يوتوبيا” لأحمد خالد توفيق مثلًا، فالأسلوب واللغة والمحتوى يؤثران في سرعتك بالتأكيد، وكذلك سرعة القراءة تختلف من شخص إلى آخر فهذا أمر بديهي.
فالقراءة السريعة ليس المقصود بها أن تقرأ الكتاب بسرعة فائقة، وإنما المقصود تحسين طريقة قراءتك فالمراد مع السرعة الفهم والاستيعاب، دون بذل كبير مجهود في ذلك.
الفكرة من كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
أصبح العزوف عن القراءة سمة ظاهرة، ومتفشية بين أفراد أمتنا على اختلاف أعمارهم، وهو الأمر الذي استدعى من الكاتب -وغيره من الكتاب والمفكرين- الوقوف والتفكير في حل يعيد جذب المسلمين عامةً والشباب خاصةً إلى القراءة؛ فكان هذا الكتاب من أولى المبادرات التي تفعل ذلك، ثم توالى من بعده كثير من المشاريع والمبادرات التي تشجع على القراءة مثل “أصبوحة”، ومبادرة “أمة اقرأ تقرأ” وهي على اختلاف أزمنتها ومشاربها فإنَّ هدفًا واحدًا قد جمعها، وهو إحياء القراءة فينا وإعادة العهد بيننا وبين الكتاب.
مؤلف كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
محمد موسى الشريف: كاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، وداعية إسلامي سعودي، وإمام وأستاذ جامعي ومتخصص في علم القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، إضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا، فقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381هـ/1961م، وأسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم).
له العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، فمن كتبه التي تختص بالمرأة: “المرأة الداعية” و”المرأة شؤون وشجون”، و”مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين”، و”حياء النساء عصمة وأنوثة وزينة”، ومن مجموعة كتبه الدعوية: “الثبات” و”عجز الثقات” و”أثر المرء في دنياه” و”الهمة طريق إلى القمة” و”نَحْوُ الدعاة”.