القراءة والتثقيف الذاتي
القراءة والتثقيف الذاتي
إن قضية التثقيف الذاتي مهمة جدًّا لا سيما في هذا العصر الذي تعسَّر فيه الأخذ عن المشايخ، لذا يمكن للطالب أن يثقف نفسه مع بعض الجدية والتوجيه، أما الجدية فالمقصود بها الميل إلى طلب القراءة النافعة المفيدة وليس مجرد القراءة للتسلية والترويح عن النفس، أما من جهة التوجيه فقد تطرَّق كثير من المفكرين والفلاسفة إلى موضوع التثقيف الذاتي، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفيلسوف والمفكر الإنجليزي جون لوك، فقد قال إنَّ للتهذيب الذاتي ثلاث طرق، بينها ارتباط، أولاها قراءة الكتب وإدراك معانيها، والثانية التفكير والتأمل في تلك المعاني، والثالثة هي التحدث مع النَّاس بها واختبار سقيمها من صحيحها وسليمها من فاسدها.
ويرى الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي “ويليام جيمس” أنَّ ثلاثة أشياء تلزم التثقيف الذاتي، أولها إتقان اللغة إتقانًا يمكِّن الفرد من التعبير عمَّا يدور برأسه من أفكار وآراء تعبيرًا صحيحًا، والثانية هي استيعاب ما يمكن استيعابه من أنواع المعارف المختلفة؛ حتى يمكن مسايرة العصر، والثالثة هي خلق عادات ومبادئ تساعد على إنشاء رجل خليق بما استوعبه من قراءة.
وقد اقترح “أرنولد بنيت” اقتراحين يساعدان عامة على التثقيف والقراءة؛ الأول أن تعيِّن اتجاه مجهودك فاختر على سبيل المثال موضوعًا معينًا، وخصِّص له وقتًا للقراءة والاطلاع، وأما الثاني فأن تقرأ وتفكر فيما تقرأ، فلا يكن همك هو الانتهاء بأسرع وقت من الكتاب، ليكن همك دائمًا الكيف لا الكم، فلا يهم كم قرأت، بل كيف قرأت وماذا حصَّلت، وهذه الآراء السابقة على اختلافها تصلح جميعها للعمل والأخذ بها في القراءة والتثقيف الذاتي.
الفكرة من كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
أصبح العزوف عن القراءة سمة ظاهرة، ومتفشية بين أفراد أمتنا على اختلاف أعمارهم، وهو الأمر الذي استدعى من الكاتب -وغيره من الكتاب والمفكرين- الوقوف والتفكير في حل يعيد جذب المسلمين عامةً والشباب خاصةً إلى القراءة؛ فكان هذا الكتاب من أولى المبادرات التي تفعل ذلك، ثم توالى من بعده كثير من المشاريع والمبادرات التي تشجع على القراءة مثل “أصبوحة”، ومبادرة “أمة اقرأ تقرأ” وهي على اختلاف أزمنتها ومشاربها فإنَّ هدفًا واحدًا قد جمعها، وهو إحياء القراءة فينا وإعادة العهد بيننا وبين الكتاب.
مؤلف كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
محمد موسى الشريف: كاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، وداعية إسلامي سعودي، وإمام وأستاذ جامعي ومتخصص في علم القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، إضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا، فقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381هـ/1961م، وأسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم).
له العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، فمن كتبه التي تختص بالمرأة: “المرأة الداعية” و”المرأة شؤون وشجون”، و”مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين”، و”حياء النساء عصمة وأنوثة وزينة”، ومن مجموعة كتبه الدعوية: “الثبات” و”عجز الثقات” و”أثر المرء في دنياه” و”الهمة طريق إلى القمة” و”نَحْوُ الدعاة”.