الشعورُ بالانسجام يُساعدُ على إقناع الآخرين
الشعورُ بالانسجام يُساعدُ على إقناع الآخرين
نحن نميلُ للأشخاصِ الذين يُشبهونَنا في الأفكارِ والمواقفِ والأهداف، وننسجمُ معهم ونقتنعُ بِهِم أكثر؛ حيثُ أنّ العَلاقاتِ الشخصيةِ المشتركة، تخلقُ سِياقًا مُقنِعًا سيسَهّلُ الحصولَ على الموافقةِ من الآخرين. يُسميْ سيالديني هذا بمبدأِ الانسجام. غالبًا ما يأتي الانسجامُ من الإحساس بالارتباط بأشخاص متشابهين معنا، ويقودنا هذا إلى مُستوياتٍ عاليةٍ من القَبُولِ والشراكةِ والتعاطفِ والمساعدةِ والثقةِ والموافقة.
أفضلُ الطرقِ لتعزيزِ هذا المبدأ، هو في تسليطِ الضوءِ على الأشياءِ التي تُظهر نقاطًا مشتركة، سواءً من خلالِ الروابطِ العائليةِ، أو الموقعِ الجغرافيِ أو تجارِبِ الحياة.
يمكنُ أن يتشكلَ الانسجامُ أيضًا عندما يُناضلُ الناسُ من أجلِ قضيةٍ مُشتركة، أو يكونُ لهم مصلحةٌ مُشتركة. فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراساتُ أنّهُ عندما غنّىَ المشاركون أو عزفوا على الآلاتِ معًا، كانوا أكثرَ عُرضةً لمساعدةِ بعضهم البعض بعد ذلك.
لاختبارِ هذا المبدأ، جَعَلَ الباحثون مجموعةً من طلبةِ إدارةِ الأعمالِ، يتفاوضون للوصولِ لاتفاق. لكنّهُم طلبوا من مجموعةٍ منهم، أن تبدأَ التفاوضَ بالحديثِ عن الأشياءِ المشتركة فيما بين أفرادِها، عن اهتماماتهم وما يحبونه. فوجدوا أنّ هذه المجموعةَ كانت فرصتُها أكبرَ للوصولِ لاتفاقٍ بنسبة 90%، مقارنةً بالمجموعةِ الأخرى، التي بدأتِ التفاوضَ مباشرة.
العلاماتُ التِجاريةُ تستفيدُ من هذا الولاءِ الفِطْري، من خلالِ مُطالبةِ المستهلكينَ بإسداءِ المشورةِ لهم، حول كيفيةِ تحسينِ مُنتجاتِهِم. يشجعُ ذلك المُستهلكَ على الشعورِ بأنّ لديهم مصلحةٌ مشتركةٌ مع الشركةِ، وبالتالي زيادةِ ولاءِ العَلامةِ التِجارية.
الفكرة من كتاب قبل الإقناع – طريقة ثورية للتأثير والإقناع
روبرت سيالديني، هو أستاذٌ جامعيٌّ اِشْتُهِر في جميع أنحاء العالم، بأبحاثه في مجال علم النفس. يشرحُ لنا في هذا الكتاب تجارِبَهُ الشخصيةَ عن كيفية إقناعِ الناس، ويقدمُ نصائحَ عن كيفيةِ اكتسابِ ثقةِ الآخرين. إذا تمَكّنْتَ من فَهمِ تلكَ النصائح، فستتمكنُ من الفوزِ بالمناقشاتِ والترويجِ لأفكاركَ بسُهُولة.
مؤلفُ الكتابِ لم يكتفِ بالبحثِ والدراسةِ في الجامعاتِ والمكتبات، بل قضى ثلاثَ سنواتٍ من عمرهِ، يتسللُ وسَطَ البائعين والسماسرةِ والجماعاتِ الدينيةِ وجامعي التبرعات، يعملُ معهُم مُتخفيًا ليتدربَ تحت أيديهم، ويَدرُسَ الموضوعَ عمليًا على أرض الواقع.
مؤلف كتاب قبل الإقناع – طريقة ثورية للتأثير والإقناع
روبرت سيالديني أستاذ علم النفس والتسويق بجامعة ولاية أريزونا، أمضى سنوات عديدة من عمره يدرس ما وراء التأثير والإقناع.